فلسطين أون لاين

الإجازات والمسيرة التعليمية

يبدأ العام الدراسي من شهر سبتمبر وينتهي مع نهاية شهر مايو من العام الميلادي الذي يليه، أي ما يقارب تسعة أشهر، يتخللها الكثير من الإجازات سواء كانت معروفة أو طارئة، جماعية أو فردية، ولا شك أن الإجازات تختلف من دولةٍ لدولة، فربما دولة ما تمنح إجازة للمؤسسات الرسمية يوم الاستقلال أما غيرها فلا تفعل ذلك، ربما دولة تتعرض لفياضات أو حروب أكثر من غيرها، وهذا يزيد أيام الإجازات الطارئة، فيا ترى ما مدى تأثير هذه الإجازات على المسيرة التعليمية؟

إسقاطًا لما سبق على واقعنا الفلسطيني باعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها، فلو أردنا معرفة عدد أيام إجازات العام الدراسي، سنجدها تنقسم إلى:

أولًا: الإجازات المعروفة:

- إجازة يوم الجمعة ما يقارب 38 يومًا.

- إجازة نصف العام الدراسي الشتوية ما يقارب من 20 يومًا.

- إجازة أيام وطنية وأعياد دينية ما يقارب من 15 يومًا.

ثانيا: الإجازات الطارئة:

- إجازة لها علاقة بالواقع الأمني خاصة أيام العدوانات وهذه تختلف من حين لآخر، ولنفترض أنها تقترب من 10 أيام.

- إجازة لها علاقة بالشتاء والمنخفضات قد تصل إلى 10 أيام.

- إجازة لها علاقة بغياب المعلمة أو المعلم بسبب مرض أو أمرٍ آخر، فيتعطل الدرس.

- قد يتم عقد الامتحانات الشهرية أو النصفية في حصة مساق، لا تتكرر إلا مرتين أسبوعيًّا.

- المهرجانات والاحتفالات قد تأخذ من نصيبِ مساقٍ ما.

- الرحلات المدرسية قد تأخذ يومًا كاملًا، فماذا لو جاءت في يوم مساق له حصة أو حصتين أسبوعيًّا فقط؟

لو جمعنا عدد أيام الإجازات سنجدها قد تقترب من 100 يوم، ماذا يعني ذلك؟

- يعني ذلك أنه تبقى من العام الدراسي 170 يومًا.

- يعني تقليل عدد الحصص الدراسية للمساقات خاصة لو تزامنت إجازة مع مساق لا يعطى للطلبة إلا مرة أو مرتين في الأسبوع ، فلو حدث أن جاءت إجازة معروفة في إحدى الحصص وأخرى طارئة في الحصة الأخرى، فالدرس سيتراكم.

- يعني بلا شك مراكمة الجهد المبذول من طرف المعلم أو المعلمة لشرحه في اللقاءات القادمة للطلبة، وهذا من شأنه أن يسبب إرهاقًا للطرفين، خاصة أن بعض الطلبة يسيرون وفق نظرية "بعد مارس لا مدارس".

إزاء هذه المسألة اقترح:

1- تقليص المنهج الدراسي بما يتناسب مع طبيعة واقعنا من حيث عدد الأيام الدراسية.

2- التخفيف من حجم الأنشطة اللا صفية.

3- إبعاد شبح الإجازات عن المسيرة التعليمية.

ختامًا: لا أدعو للحرمان من الإجازات، بل أدعو لإعادة النظر في جدواها وفلسفتها، فإن أثبت البحث الدقيق أن لها أثرًا إيجابيًّا عميقًا، فلتستمر.