قائمة الموقع

الجنيه الفلسطيني "يعود" بتصميمات جديدة

2019-11-19T13:33:00+02:00

سأله صديقه الصحفي الإنجليزي عن عملة فلسطين لأنه يريد أن يحول الجنيه الإسترليني إليها، ليصاب بالصدمة حينما أخبره أن العملة هي الشيقل الإسرائيلي، مستفسرًا: لماذا لا توجد عملة فلسطينية؟

هذه الواقعة جعلت جهاد ناجي يبحر في البحث عن الجنيه الفلسطيني لمدة 13 شهرًا، وأعاد إحياءه بتصميمات جديدة تتضمن شخصيات فلسطينية سياسية وثقافية ومعالم يعمل الاحتلال الإسرائيلي على تهويدها، كالمسجد الأقصى، وطباعتها على وجهي الورقة النقدية.

ناجي (28 عامًا) من مدينة غزة حاصل على بكالوريوس هندسة الحاسوب، يعمل مصمم جرافيك، قادته فكرة تحديث الجنيه الفلسطيني، العملة المحلية التي كانت متداولة قبل 1948، إلى التعرف على تاريخها وتاريخ الشخصيات الفلسطينية التي صنعت لها بصمة.

ولم يتوقع ناجي أن تلاقي تصميماته للجنيه صدى وانتشارًا واسعًا لدى الناس التي تداولتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كشفت لديه، "مدى حاجة الناس لشخص يوقظ بداخلهم كل ما هو فلسطيني صرف اندثر".

ويقول الشاب لصحيفة "فلسطين": إنه لاحظ أن الاحتلال الإسرائيلي لا يهتم بإبراز سياسييه على عملة الشيقل بقدر اهتمامه بـ"صناعة تاريخ" مزعوم له، مضيفًا أن الشعب الفلسطيني له تاريخ منذ الأزل يحاول الاحتلال محوه.

وعرف الشعب الفلسطيني النقود قبل 4000 عام؛ حيث تطور سك النقود عبر العصور منذ وجود الكنعانيين الأوائل وصولًا إلى الانتداب البريطاني مرورًا بالعصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية؛ ثم استخدمت هذه النقود كقطع للزينة تتزين بها النسوة الفلسطينيات وذلك حتى فترة متأخرة من العهد العثماني، وأصبحت هذه العادة من التراث الفلسطيني.

وقسمت النقود الورقية الفلسطينية إلى الفئات التالية: 500 مل، 1  جنيه، 5 جنيه، 10 جنيه، 50  جنيه، 100 جنيه.

واعتمدت هذه العملات عشية الذكرى التاسعة لوعد بلفور؛ حيث طبع أكثر من 59 مليون جنيه فلسطيني. وهناك 22 فئة – تاريخ مختلف.

واستمر اعتماد هذه النقود الورقية في فلسطين حتى 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1948، وفي غزة إلى التاسع من يونيو/حزيران 1951، وفي الضفة إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1950.

تعزيز الهوية الفلسطينية

هاتفه المحمول لم يسكت عن الرنين، وسائل إعلام عدة طلبت إجراء حوارات صحفية معه، يعلق مازحًا: "هذه اللقاءات عطلتني عن إكمال مشروعي، لم أستطِع التوفيق بين عملي ومشروعي وإيجاد وقت لوسائل الإعلام".

فناجي يهدف من خلال مشروعه إلى تعزيز الهوية الفلسطينية والتعريف بتاريخها، وأرشفة تصميماته للجنيه بعد أن تتبناه أي جهة حكومية فلسطينية، مع إقامة معارض تعرضه في كل مكان يدعم القضية الفلسطينية ليتعرفوا على فلسطين من خلال عملتها.

العملة الورقية الواحدة للجنيه الذي صممه ناجي تعمد أن تحمل صورة لشخصية فلسطينية ومَعلمينِ تاريخيَّينِ يربطهما رابط ما، وعن الهدف من ورائه، يجيب: "العملة النقدية واحدة من أكثر الأشياء التي تتداول ما بين الناس معدنية أو ورقية، وعند تفحص الزائرين لفلسطين من صحفيين ومتضامنين سيتساءلون عن صور الأشخاص والمعالم المطبوعة عليها، ويدفعهم الفضول إلى البحث والتعرف أكثر عن القضية الفلسطينية".

ويشير إلى أنه يعمل على إبراز هدف واحد يجمع بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، هو الدفاع عن وطنهم.

ومن المعالم التي طبعها ناجي على الجنيه الفلسطيني بحيرة طبريا وشجرة الزيتون، مبينًا أن قضية المياه هي جزء رئيس من الصراع مع الاحتلال، أما الزيتون فهي شجرة تدل على تجذر الشعب الفلسطيني في هذه الأرض.

ومن التنوع الفولكلوري أيضًا، لم ينسَ إظهار "الدبكة" الفلسطينية بالزي التراثي الفلسطيني على الجنيه، والتي ترمز إلى الفلكلور الشعبي.

اخبار ذات صلة