عدَّ محللان سياسيان تجديد الأمم المتحدة عمليات وكالة "أونروا" حتى 2023م، عرقلة لخطوات "صفقة القرن" الأمريكية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وشدد هؤلاء في حديثهما لصحيفة "فلسطين"، أمس، على ضرورة استثمار التصويت لصالح القضية الفلسطينية، وحشد الطاقات عبر وحدة الموقف الرسمي والجماهيري لكسب التأييد الدولي.
ومساء الجمعة، صوتت الأمم المتحدة لصالح 7 قرارات لدولة فلسطين خلال اجتماع اللجنة الرابعة للجمعية العامة.
وأبرز هذه القرارات تجديد تفويض عمليات وكالة "أونروا" حتى 2023؛ حيث صوتت 170 دولة لصالح القرار، ودولتان ضد (أمريكا وإسرائيل) و7 دول امتنعت عن التصويت.
معركة مستمرة
وأشار المحلل السياسي تيسير محيسن إلى أن الجهود الإسرائيلية والأمريكية ما زالت مستمرة لإنهاء "أونروا"، وأوضح أن "تجديد التفويض للوكالة لا يعني أن المعركة انتهت فهي قد بدأت منذ سنوات".
وقال محيسن: "الاحتلال وأمريكا حاولا منع دول عديدة خلال الأيام الماضية لثنيها عن تجديد التفويض للأونروا".
وأضاف: المزاج العام لغالبية المجتمع الدولي حتى اللحظة يميل لإبقاء "أونروا" قائمة، لكون مهامها جزءًا لا يتجزأ من مطالب المجتمع الدولي.
وبين أن تلك المهام معتمدة في الأساس على رؤيته لحل القضية القائمة على مبدأ حل الدولتين الذي يعالج ملف اللاجئين، قائلًا:" فكون هذا الحل لم يُستكمل يجعل موقف هذه الدول بشكل عام قائمًا على استمرار دعم الوكالة لتمكينها من القيام بواجباتها تجاه اللاجئين إلى أن يحدث تقدم في المفاوضات".
ورأى محيسن أن تجديد تفويض "أونروا" مؤشر إيجابي على طريق إفشال "صفقة القرن"، مرجعًا الأمر إلى جهود المجتمع الدولي في إفشال الرؤية الأمريكية لتصفية قضية اللاجئين.
وتابع: إن التصويت في الأمم المتحدة يعطي فرصة للشعب الفلسطيني لاستعادة عافيته من خلال وحدة موقف سياسي وحشد إقليمي ودولي لصالح القضية الفلسطينية، لا سيما أن المجتمع الدولي غير منساق مع الرؤية الإسرائيلية والأمريكية.
وشدد محيسن على ضرورة صياغة إستراتيجية سياسية دبلوماسية إعلامية توظف الموقف لصالح اللاجئين بل للقضية الفلسطينية عامة.
إلغاء اللجوء
ورأى المحلل السياسي أحمد الحج، أن تجديد تفويض "أونروا" معارضة من المجتمع الدولي للتوجه الأمريكي نحو تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأوضح الحج أن الولايات المتحدة كانت الممول الأول والرئيس لـ"أونروا" وقت إنشائها بغرض منع قيام كارثة إنسانية تنبه العالم للجريمة التي ارتكبت بحق فلسطين، في حين رفض الاتحاد السوفيتي والكتلة تمويلها إلا بعودة اللاجئين لديارهم وفقا للقانون الدولي.
وقال: "حين طلبت (إسرائيل) الانضمام للأمم المتحدة رفض الاتحاد السوفيتي ذلك إلى أن قامت دولة الاحتلال بإعطاء تعهد كتابي بأنها ستعيد اللاجئين إلى ديارهم حال توقفت الحرب، وهو الأمر الذي لم تطبقه بعد حصولها على العضوية رابطة ذلك بعقد اتفاقات سلام مع الدول العربية التي حاربتها".
وأضاف الحج: "بعد ذلك عقدت (إسرائيل) اتفاق سلام مع مصر فأصبحت الولايات المتحدة تسعى لجعل القضية الفلسطينية قضية لاجئين فقط وليس أرضًا محتلة وكان لها ذلك في اتفاق أوسلو الذي اعترف فيه ياسر عرفات بـ(إسرائيلية الأرض) في فلسطين المحتلة عدا الضفة الغربية وقطاع غزة".
وتابع الحج: "لم تتوقف جهود الولايات المتحدة في محو قضية اللاجئين، وصولًا لمحاولة فرض صفقة القرن، وهي فشلت في ذلك جزئيًّا برفض الدول الأخرى لقطع تمويلها لكنها لن تتوقف عن المحاولة".