المتنزهات والحدائق العامة ومدن الملاهي، وحتى رياض الأطفال، كلها أماكن تحتوي ألعابًا إما كهربائية أو ميكانيكية، لكن هل كل هذه الألعاب تنطبق عليها معايير الأمن والسلامة؛ حتى لا يصاب الأطفال بأي أذى؟
ما معايير الأمن والسلامة هذه المهم وجودها في ألعاب الأطفال؟، وهل هي إجراءات معقدة ومزعجة؟
مدير الدائرة الهندسية في إدارة الأمن والسلامة بجهاز الدفاع المدني م. إياد عبيد يوضح لصحيفة "فلسطين" أن ألعاب الأطفال إما تكون كهربائية أو ميكانيكية، مشيرًا إلى أن أكثر الأماكن في قطاع غزة تحتوي مثل هذه الألعاب هي الحدائق العامة أو المنتزهات أو ألعاب رياض الأطفال، ومدن الملاهي والألعاب.
ويلفت إلى أن هذه الأماكن يشرف عليها جهات حكومية أو شبه حكومية أو بلديات أو قطاع أهلي، فكل مكان له جهة خاصة مسئولة، ولديها شخص أو إدارة تكون مسئولة عن السلامة، مشددًا على أن المسئول الأول عن سلامة الأطفال هما الوالدان إذا كانا موجودين في هذه الأماكن، وبعد ذلك الجهة المشرفة عن الحديقة أو الملاهي أو الروضة.
وبالانتقال إلى الحديث عن معايير السلامة في ألعاب الأطفال، يشير مدير الدائرة الهندسية إلى أن ملاعب الأطفال (في المتنزهات وفي رياض الأطفال) لها شروط، مبينًا أن الالتزام بهذه الشروط يضمن سلامة الأطفال وعدم التعرض للحوادث.
ومن هذه الشروط –كما يقول- أن تكون هناك ألعاب ثابتة وألعاب متحركة في المكان، مضيفًا: "من الأفضل أن يكون هناك فصل كامل بين الألعاب الثابتة والمتحركة؛ لأن المتحركة تحتاج لمساحة أكبر".
وفيما يتعلق بالفئات العمرية للأطفال، يوضح أنه يفضل أن يكون لكل فئة عمرية مكان مخصص للعب منفصل عن الفئة العمرية الأخرى، "فالأطفال أقل من خمسة أعوام الأفضل أن يكون مكان لعبهم منفصل عن الأطفال من سن خمسة أعوام وحتى 12 عامًا، لأن الفرق في العمر يصنع فرقًا في القدرة والمهارات، وبالتالي قد يؤذي الأطفال بعضهم"، كما يقول.
ويشدد عبيد على أنه يجب أن تكون هناك مساحة خالية في محيط كل لعبة، وأن تكون أرضية المكان غير خرسانية أو أسفلتية، بل الأفضل أن تكون أرضية رميلة نظيفة، أو أرضية عشبية، أو تكون حصيرة من المطاط التي تمنع الإصابات.
ويتابع: "لو لم تكن الأرضية بالمواصفات السابقة؛ قد تؤدي لوقوع إصابات كثيرة عند الأطفال أثناء اللعب"، لافتًا إلى أهمية المحافظ على نظافة الأرض وخلوها من الزجاج وعلب المشروبات، ولزوم تنظيفها دوريًا من البقايا والأوساخ، خاصة الأرضية الرملية.
ويؤكد مدير الدائرة الهندسية أهمية تركيب الألعاب تركيبًا فنيًا سليمًا، وأن يركبها فني مختص ومؤهل، موضحًا أهمية أن لا تحتوي هذه الألعاب أي هياكل أو إنشاءات مكسورة أو نتوءات حادة أو رؤوس مدببة لأنها تؤذي الأطفال.
وأما بعد تركيبها –ينبه إلى- احتياجها لصيانة دورية من عوامل الطبيعة مثل حرارة وأمطار ورطوبة، وتحتاج للتأكد أن المسامير والبراغي والصواميل مثبتة جيدًا، وأن أجزاءها الحديدية مغلفة بالبلاستيك حتى لا تؤذي الطفل ولا تصدأ، والتأكد من تشحيم المحاور والمفاصل وتزييتها، قائلاً: "وهذه أمور تتم دوريًا وباستمرار حتى لا تتلف الألعاب ولا تكون خطيرة".
