قائمة الموقع

سارة وسلام.. حبُّ اللغات والكتب "يطيح" بالإعاقة

2019-11-16T11:44:01+02:00

لطالما كان حب القراءة والكتب سببًا للإبداع والتميز، وهذا ما تلمسه طالبتان زميلتان في الصف ذاته بمدرسة حمد بن خليفة الثانوية للبنات في شمال قطاع غزة، ولكن ما يجمعهما في واقع الحال أكثر من ذلك.

فكلتا الطالبتين تعانيان إعاقة حركية رافقتهما منذ الصغر وحتى الآن، لكن ذلك لم يكن يومًا سببًا في التوقف عن الحلم بمستقبل زاهر مليء بالإبداع، بدأتا فعليًّا رسم ملامحه الأولى على أن تكملاه بعد نجاحهما في المدرسة والجامعة بعد ذلك.

في إحدى زاويا الصف العاشر، تجلس سارة أحمد التي تعاني إعاقة حركية في القدم، وقد همشت مشكلتها وأبدعت في مجال الرسم وكتابة الشعر باللغتين العربية والإنجليزية.

وكان لمعلماتها –كما تقول لصحيفة "فلسطين"- الفضل الأكبر في اكتشاف موهبتها وتعزيزها وتطويرها خلال العامين الماضيين، فمعلمة اللغة الإنجليزية في الصف الثامن عكفت على تشجيع طالباتها على التعرف إلى هذه اللغة أكثر مما يحمله المنهاج المدرسي.

"المعلمة كانت تزودنا يوميًّا بالعديد من الكلمات والمصطلحات الخاصة باللغة الإنجليزية، الأمر الذي شجعني على استكشاف هذه اللغة بقراءة الكتب باللغة الإنجليزية وإعداد تلخيصات لها" تتابع سارة حديثها.

وتبين أن أفلام الرسوم المتحركة كان لها دور أيضًا في تطوير لغتها إذ كانت تحب مشاهدة الأفلام والاستماع للأغاني الخاصة بها والبحث عن معانيها، الأمر الذي ساهم إيجابًا في معرفتها بالإنجليزية.

ومما ساعدها أيضًا أنها كانت تحب التحدث إلى عمها الذي يعيش في بريطانيا باللغة الإنجليزية، وخالتها التي أتقنت اللغة في قطاع غزة، معبرة عن رغبتها بالتعمق أكثر في الدراسة هذه وغيرها بدراسة تخصص الترجمة في الجامعة.

وترغب سارة بالسفر والقيام بجولات عدة في الدول الأجنبية، ومن أجل ذلك ستدرس العديد من اللغات لتتمكن من التحدث إلى الناس في تلك الدول.

تطبيق إلكتروني

أما سلام أبو قمر الطالبة في الصف العاشر فتنشئ حاليًّا تطبيقًا لمكتبة إلكترونية، قسمت واجهته إلى العديد من الزوايا حسب الكتب التي ستنشرها، ومنها: إسلاميات، وسياسة، واقتصاد، وروايات وقصص أطفال.

وتقول سلام لصحيفة "فلسطين": "تطبيقي لن يكون كغيره بل سأضيف إليه شيئًا مميزًا، وهو تسجيل الكتب صوتيًّا، ليتاح لمن يرغب بسماعها أن يجد الكتاب عبارة عن صوت وليس فقط طباعة".

وأنجزت الشابة ما يزيد على 60% من العمل الخاص بالتطبيق، لكنها متوقفة حاليًّا ريثما تتم بعض أعمال البرمجة، لإتمام التطبيق وإعلانه.

وعن مصدر الفكرة، توضح أنها استلهمتها بعد أن وجدت أن حياة معظم الناس تتمحور حول الأجهزة الخلوية، وأن الكتب أصبحت مهملة ولا أحد يرغب باقتنائها أو قراءتها، لافتة إلى أن حبها للكتب جعلها تفكر بطريقة تدفع الناس للقراءة من طريق الجوال.

وفي حين تبين أن الفكرة ليست جديدة، تؤكد أنها ستحاول أن تجعلها مميزة بعدة طرق، منبهةً إلى أن إعلان التطبيق سيتأخر مدة من الزمن إلى حين الحصول على موافقات شركات النشر على نشر كتبها على التطبيق.

وتعاني سلام ضمورًا في النمو تسبب في قصرها وعدم نمو أطرافها نموًّا سليمًا، لكن هذه الإعاقة لم تمنعها من التصالح مع ذاتها والثقة بنفسها، وهو ما ساعدها على انتزاع حقوقها كافة التي ما كانت لتحصل عليها لو أنها استسلمت للضعف.

اخبار ذات صلة