لمع اسم القائد العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، مؤخرًا، في عناوين التقارير والتحليلات الإسرائيلية، لاسيما بعد التهديدات التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي باغتياله، الأمر الذي حذرت منه حركة الجهاد حينها.
وقبل أيام نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تقريرًا تحت عنوان "أخطر الشخصيات على (إسرائيل)" بينهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس في حرس الثورة الإيراني قاسم سليماني، وبهاء أبو العطا، ووصفتهم بأخطر ثلاث شخصيات على أمنها.
المولد والنشأة
ولد أبو العطا، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 1977م، ودرس في مدارس الحي، وأنهى مرحلة الثانوية، وتخصص في دراسته الجامعية "علم الاجتماع".
وأبو العطا (43 عامًا) متزوج وله خمسة أبناء، والتحق في صفوف حركة الجهاد الإسلامي عام 1990 وتدرج في العمل التنظيمي حتى أصبح قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس.
ونجا أبو العطا، من محاولات اغتيال إسرائيلية عدة في السنوات الماضية، وأصيب بجروح في إحدى هذه المحاولات التي استهدفته عام 2012.
وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة صيف 2014، نجا أبو العطا المكنى بـ"أبو سليم" من محاولة اغتيال إسرائيلية، حين كان نائبًا لقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس دانيال منصور، الذي اغتيل في الثالث من أغسطس/ آب من العام 2014.
كما وتعرّض أبو العطا، للاعتقال على أيدى أمن السلطة الفلسطينية عدة مرات على خلفية نشاطاته العسكرية في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وتقول سرايا القدس: "إن أبو العطا هو قائدها في المنطقة الشمالية، وأحد أبرز أعضاء مجلسها العسكري في قطاع غزة، وكان له دور بارز في الإشراف على تنفيذ العديد من عمليات المقاومة التي نفذتها ضد الاحتلال".
ويصف جيش الاحتلال أبو العطا بأنه "صانع المشكلات الذي لا يخضع لأحد"، وبأنه "كثير الحركة ولا يمكن توقع ما يريد"، وهو على اتصال مباشر مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة المقيم في العاصمة اللبنانية بيروت.
ويتهم الاحتلال أبو العطا بأنه المسؤول الأول عن جميع العمليات التي نفذتها سرايا القدس، منذ بداية العام الجاري، كإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، وعمليات القنص على السياج الأمني المحيط بقطاع غزة من الناحيتين الشرقية والشمالية.
مزاعم إسرائيلية
وتزعم (إسرائيل) أيضًا أن أبو العطا "قنبلة موقوتة" وأن اغتياله جاء لمنع تنفيذه عملية كان يخطط لها في الأيام المقبلة، وأنها غير معنية بالتصعيد في غزة، وهددت سرايا القدس بـ"رد مزلزل لن يكون له حدود" على جريمة الاغتيال.
كما وزعم جيش الاحتلال في بيان أصدره عقب اغتيال أبو العطا، أن الأخير "نفذ عمليًا معظم نشاطات الحركة في قطاع غزة وكان بمثابة قنبلة موقوتة".
وعمل أبو العطا، وفق مزاعم الاحتلال، في الأيام الأخيرة على "رفع الاستعداد لتنفيذ فوري لعمليات في مسارات مختلفة ضد (إسرائيل) ومن خلالها تدريب خلايا لتنفيذ عمليات تسلل وقنص وإطلاق طائرات مسيرة واستعداد لإطلاق قذائف صاروخية لأبعاد مختلفة".
ونفذ جيش الاحتلال تهديداته فجر أمس، باستهداف منزل الشهيد أبو العطا بالصواريخ، مما أدى إلى استشهاده هو وزوجته وإصابة أبنائه بجراح