قائمة الموقع

​في ذكرى مولده .. صفات خَلقِية ميزت خير البرية

2019-11-11T07:19:25+02:00


كان النبي صلى الله عليه وسلم قمة في الكمال والجمال، فعبد الله بن سلام حبر اليهود وأعلمهم بالتوراة، يقول: "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل أي أسرع الناس إليه، وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب.

وقال حسان بن ثابت يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:

وَأَحْسَنُ مِنْكَ لَمْ تَرَ قَطُّ عَيْنِي وَأَجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النِّسَاءُ

خُلِقْتَ مُبِرَّءًا مِنْ كُلِّ عَيْبٍ كَأَنَّكَ قَدْ خُلِقْتَ كَمَا تَشَاءُ

وعن الصفات الخلقية للنبي صل الله عليه وسلم، قال المحاضر في كلية الدعوة للدراسات الإسلامية د. عبد الباري خلة: "رسولنا الكريم كان أحسن الناس وأجملهم، وصفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال:أَمِينٌ مُصْطَفًى لِلْخَيْرِ يَدْعُو.. كَضَوْءِ الْبَدْرِ زَايَلَهُ الظَّلَامُ".
وأشار د. خلة لـ"فلسطين" إلى أن في وصف النبي صل الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا مربوعًا (أي متوسط القامة، فليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، وإنما هو وسط)، بعيد ما بين المنكبين أي كان عريض أعلى الظهر، وكان عظيم الجمة (هنا الشعر، أي عظيم الشعر إلى شحمة أذنيه).

وبين أنه كان سريع المشي كَأَنَّمَا الأَرْضَ تُطْوَى) أي تقطع مسافتها بسهولة ويسر وسرعة لَهُ)، وكان صلى الله عليه وسلم أزهر اللون (وهو الأبيض المستنير الناصع البياض وهو أحسن الألوان)، فلم يكن بالأبيض الأمهق الشديد البياض (هو اللون الذي لا يخالطه شيء من الحمرة، وليس بنير، وذلك كلون الجص) ولم يكن بالآدم (الشديد السمرة، وكان بياضه صلى الله عليه وسلم مشربًا بحمرة).

وأوضح د. خلة إلى أن عمه أبو طالب نعته في لونه فقال: وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ.. ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ، أي: الملجأ والغياث والمطعم في الشدة.

ولفت إلى أنه صلى الله عليه وسلم كان رَبْعة )أي كان متوسطًا بين الطول والقصر) من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، ليس بجعد (الشعر فيه التواء وانقباض) قطط (الشديد الجعودة)، ولا سَبِط (الشعر المسترسل)

وذكر د. خلة أنه وصف بأنه وكان صلى الله عليه وسلم أبيض البشرة مليحًا مُقصدًا )هو الذي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير)، وكان عظيم الهامة (الرأس، وعظم الرأس دليل على وفور العقل) عظيم اللحية، ضخم الكراديس )جمع كردوس، وهو رأس كل عظم كبير، وملتقى كل عظمين ضخمين، كالمنكبين، والمرفقين، والوركين، والركبتين، ويريد به ضخامة الأعضاء وغلظها).

وفي وصف الكفين والقدمين، بين أنه كان شثن (أي غليظ الأصابع والراحة)، طويل المَسْرُبة (الشعر النابت على وسط الصدر نازلًا إلى آخر البطن)، كثير شعر الرأس رجله (أي يجمع بين الاسترسال والجعودة)، يتكفأ في مشيته كأنما ينحدر في صبب، (يرفع رجله من قوة وجلادة، والأشبه أن يتكفأ بمعنى صب الشيء دفعة).

اخبار ذات صلة