قائمة الموقع

الشعراوي يصل إلى "العالمية" بكرة السلة

2019-11-09T12:38:51+02:00

الدقائق تمضي والحلم يقترب من التحقق، طريق الوصول أصبح أقصر، فهاهو الفريق قد تمكن من مغادرة قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون وصولًا إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ومنها إلى لبنان للمشاركة في البطولة الأولى لكرة السلة لذوي الإعاقة.

والابتسامة على محياه يروي الشاب المقعد حركيًّا محمد الشعراوي (25 عامًا) لصحيفة "فلسطين" مشاركته الأولى في بطولة دولية لكرة السلة في لبنان بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تنافس فيها خمسة أفرقة رياضية من فلسطين، وأفغانستان، وسوريا، وليبيا، ولبنان.

الشعراوي يعود بذاكرته مبتسمًا لعام 2013 يوم جاءه صديق مخبرًا بوجود ناد للتدريب على كرة السلة التي شُغِفَ بها محمد، فلم يتردد لحظةً بالذهاب والانضمام إلى صفوف لاعبيه للتدرب، رغم ما واجهه من صعوبة الوصول إليه، لطول المسافة بينه وبين منزله، واضطراره إلى الذهاب على كرسيه المتحرك.

"حبي للسلة والرياضة كان يدفعني" قاطع الشعراوي سؤالًا وجه إليه عن مُصطحبه في طريقه إلى النادي، مضيفًا: "رغبتي في إبراز ما لدي من طاقة كانت أكبر حافز لي على المواصلة والمضي لتحقيق حلمي".

يروي الشعراوي أن الأمر في بدايته كان مجرد تدريب بين الأصدقاء يصحبه مزاحٌ ومرح، حتى وصل إلى أول مباراة رسمية له وكانت فيصلًا لإثبات نفسه وكسر حاجز الخجل والخوف.

المباراة الرسمية الأولى التي لم يحرز فيها محمد أي هدف في السلة كانت الأعظم؛ فهدفه تحقق بكسر كُل الحواجز، وخوض مباراة كاملةٍ تحت ضغط الجمهور ومنافسة قوية.

ويستعد محمد نفسيًّا وبدنيًّا للمشاركة في أي فرصة، بعد حصره الأخطاء التي وقع في شباكها، والسعي لعلاجها وعدم الوقوع فيها مجددًا.

تعثر الشعراوي بالعديد من المحبطين في مسيرته الذين كانوا يمطرون عليه أغلظ العبارات وأشدها قسوة، لكن كثرة المشجعين دفعوا في روحه حب إثبات ذاته، كالنادي، والمدرب، ووالديه، الدافع الأول له للخوض في غمار المنافسة.

أساسيٌّ في الفريق

مشوار الشعراوي الرياضي بدأ لاعب احتياط في الفريق، حتى هُمس في أذنه: "بدي أعطيك فرصة، وأتمنى أن تكون على قدر المسؤولية"، فلم يستوعب ما قاله المدرب محمد دهمان إلا بعد لحظات من الذهول، فهي الفرصة التي كان ينتظر، لاعبٌ أساسي في مباراةٍ مع فريق قوي تحتاجُ إلى جهد أكبر ومهارات أعلى.

يحمل في يده إحدى ميدالياته قائلًا: "لم أخيب الظن فيّ حتى أصبحت لاعبًا لا يُستغنى عنه، مهاجمًا أيمن، يصفق لي الجمهور مع كل هجمةٍ أصنعها أو هدفٍ أحرزه".

وشارك محمد مع منتخب فلسطين لكرة السلة في عدة مباريات مهمة، أبرزها البطولة التي أقيمت في لبنان، وحصل على الميدالية البرونزية، وعدة مباريات في الدوري المحلي حازوا خلالها عددًا من الألقاب.

ويطمح الشعراوي إلى المشاركة باسم فلسطين في مباريات دولية عالمية، وفي بطولة العالم لكرة السلة لذوي الإعاقة التي تُقام كل أربع سنوات، داعيًا من يعانون إعاقة لعدم الاستسلام للواقع الذي يعيشون، وتحقيق طموحاتهم والسعي لها.

الشعراوي وزملاؤه يرسلون بممارستهم الرياضة رسائل للعالم مفادها أنه "يمكن لذوي الإعاقة أن يثبتوا أنفسهم"، موضحًا أنه حتى في حال الهزيمة يكون سعيدًا لتحقيقه الهدف الأسمى، إيصال صوت أصحاب ذوي الإعاقة.

وبحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن عدد ذوي الإعاقة البالغين في الضفة وغزة يصل إلى نحو 27 ألفًا، منهم 17 ألفًا يعانون إعاقة حركية.

اخبار ذات صلة