قائمة الموقع

هل يؤثّر تغيّر الأولويات في الشخصية وعلاقاتها الاجتماعية؟

2019-11-07T07:17:08+02:00

نمرُّ أحيانًا بتجارب تقلب حياتنا رأسًا على عقب، ولكنها تأخذ بأيدينا نحو النضج، وتحدث تغييرا في الشخصية، وقد لا يدرك من هم حولنا أثر تلك التجربة سوى الشخص ذاته، كما أنهم قد لا يشعرون بأي تغيير في شخصيته، ولكن الكثير مما كان أولويات بالنسبة له أصبح في قائمة الأمور السطحية؛ فما هي الأسباب التي تدفع الشخص لتغيير بعض الأولويات؟

"بلا شك فإن مراحل النمو متعاقبة، ولكل مرحلة متطلباتها واحتياجاتها وأولوياتها، ويعد تغير أولويات الشخص من التغيرات الطبيعية في حال أن الظروف المحيطة متقلبة ومتغيرة، أو نتيجة المرور بتجارب ومواقف قاسية فعلمته درسًا حياتيًا، كطريقة تعامله مع الناس، أو إخفاقه في حق نفسه"؛ بهذا يبدأ الاختصاصي النفسي إبراهيم التوم حديثه.

ويضيف التوم لصحيفة "فلسطين" أن ذلك يحتم على الشخص أن يتكيف ويتأقلم بناء على التغيّرات، سواء كانت نفسية أو أسرية أو اجتماعية أو سياسية أو تربوية أو أمنية أو اقتصادية.

ويشير التوم إلى أن هذه التغيرات تعطي الشخص المرونة في التعاطي معها، وبالتالي يكون سقف أمانيه وحاجاته ونظرته للأمور مختلفة، ويتحكم في ذلك النضج العقلي والنفسي والتعليمي، ومدى الخبرات والتجارب التي مر بها، وكل ذلك يؤدي دورا في التعاطي مع الأمور سواء كانت إيجابية أو سلبية، أو مقبولة أو غير مقبولة، وإن كانت خطأ أو صحيحة.

ويوضح أنه بلا شك أن التغيرات الحياتية تؤثر في الشخصية، وعلى طبيعة العلاقات الأسرية والاجتماعية، وقد تؤدي إلى تحجيم في العلاقات وفتورها وعدم فاعليتها في بعض الأحيان، وتؤثر في الحالة المزاجية، حيث يغلب عليها اللا مبالاة، وعدم الاكتراث، وقلة التركيز والانتباه، وعدم الجدية تجاه موضوعات مختلفة كانت في السابق مصدر اهتمام وانتباه.

ويعتقد التوم أن اختلاف الأولويات وتغيرها يؤديان إلى انخفاض الطاقة الإيجابية للشخص، وكذلك نظرته للحياة تتغير، وطبيعة تفكيره ومشاعره واهتماماته الشخصية، وتعامله مع الأحداث وضغوط الحياة المختلفة، وقد يسبب إنهاكا جسديا ونفسيا.

ويخلص إلى ضرورة أن يحافظ الشخص على توازنه والتصرف بحكمة، للوصول إلى أهدافه وتعزيز علاقاته الاجتماعية بدلا من خسارتها.

اخبار ذات صلة