قائمة الموقع

​محللان: نزع واشنطن صفة "الاحتلال" عن الأراضي الفلسطينية لخلق وضع جديد

2019-11-06T07:58:29+02:00

عد محللان سياسيان أن تعمد وزارة الخارجية الأمريكية إسقاط صفة الاحتلال عن الضفة الغربية المحتلة محاولة منها لتكريس وضع جديد مخالف للقوانين الدولية ولتبرئة الاحتلال من جريمة استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، مشيريْن إلى أن ذلك يأتي في سياق تبني الإدارة الأمريكية الكامل لسياسات (إسرائيل) تجاه القضية الفلسطينية.

وكانتوزارة الخارجية الأميركية أسقطت في تقريرها السنوي الصادر في الاول من الشهر الجاري، عن "وضع الإرهاب في العالم لعام 2018" كلمة المحتلة عن الضفة الغربية للعام الثاني على التوالي.

تجاهل الحقوق

المحلل السياسي تيسير محيسن اعتبر هذه الخطوة دليلا على أن الإدارة الأمريكية لا زالت تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني وأن موقفها السياسي تجاه القضية الفلسطينية مبني على رؤية خاصة تتعلق بالحفاظ على دولة الاحتلال حتى لو تعارض ذلك مع القانون الدولي.

وقال محيسن لـ"فلسطين": "القانون الدولي لا يزال يوصف الأراضي المحتلة عام 67 (الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان) بأنها محتلة، ولكن تبني الإدارة الأمريكية موقفاً متعارضاً يهدف لنحت مفهوم جديد ودفع المجتمع الدولي للتعاطي معه من خلال خلق أمر واقع".

وأضاف: "هذا ما بدأ به ترامب عملياً من خلال تنفيذ قرارات صادرة عن الإدارات الأمريكية منذ سنوات كالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) ونقل السفارة الأمريكية إليها"، معتبراً أن ذلك يعتبر تنصلاً تاماً من "مشروع التسوية" الذي يهدف لحل الدولتين.

وتابع محيسن: "كما أن تلك الخطوات الأمريكية بجانب الاعتراف بسيادة الاحتلال على الجولان قد تكون مقدمة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية أو على الأقل المستوطنات الكبيرة فيها تنفيذا لأخطر التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية حالياً المتمثلة بما يسمى "صفقة القرن" الهادفة لإنهاء أي احتمالية لإقامة دولة فلسطينية".

ومضى بالقول: "الإدارة الأمريكية تنحت موقفاً جديداً تصدره لوسائل الإعلام من خلال وثائق خارجيتها التي يتبناها البيت الأبيض ويدعمها الكونغرس واللوبيات الصهيونية في محاولة منها لدفع العالم لتوجهات جديدة مبنية على الرؤية الإسرائيلية التي لا ترى أنه لا إمكانية لقيامكيان فلسطيني إلى جوارها في الضفة المحتلة".

حقل تجارب

بدوره، اعتبر المحلل السياسي عصام عدوان أن القرار الأمريكي يجعل الشعب الفلسطيني حقل تجارب للسياسات الأمريكية – الإسرائيلية التي تجري وفقاً لطلبات (إسرائيل) ورغباتها التي ما فتئت تفكر بكيفية إنهاء ملف القضية الفلسطينية بشكل كامل أو جزئي.

وقال عدوان لـ"فلسطين" : "الخطوة الأمريكية باعتبار الأراضي الفلسطينية ليست محتلة تأتي من باب إنهاء القضية بالتجزئة، فأمريكا لم تعترف بدولة فلسطينية وإنما بسلطة رفضت طلبها بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة واكتفت بمنحها عضو مراقب".

وتابع : "(إسرائيل) تتبنى الموقف نفسه الذي بات تقليدياً لكل الأحزاب الإسرائيلية منذ عام 1967 حتى الآن التي تتفق على عدم إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة".

واعتبر أن أمريكا تحاول شرعنة وضع شاذ مخالف للقرارات الدولية التي تعتبر الضفة وغزة والجولان أراضي محتلة ضاربة بعرض الحائط تلك القرارات ومحاولةً فرض مبادئ جديدة بقوتها مما يجعلها دولة خارجة عن القانون الدولي كـ(إسرائيل) تماماً.

وقال عدوان: "للأسف فالعرب والمسلمون وكثير من دول العالم أضعف من أن تشكل حلفاً دولياً مناهضاً لأمريكا وقادراً على حشرها في الزاوية وفرض حصار عليها".

اخبار ذات صلة