قائمة الموقع

فلسطين "بين وعدين".. كاريكاتيرات برِيَش وطنية وعربية

2019-11-04T10:54:24+02:00

غزة/ مريم الشوبكي:

أفعى حالكة السواد تلتهم مسجد قبة الصخرة، ووحيد قرن يقص المحتل قرنه بعدما ألبسه "غترة وعقالا"، وغُرست إبرة تخدير بيد كتب عليها "USA" في خده، جعلته يغط في سبات عميق، هكذا صوّر الفنان الجزائري عبد الله درقاوي جوانب تتعلق بالموقف العربي وفلسطين والقدس المحتلة.

اللوحة الأولى التي تظهر فيها الأفعى، ضمن ما يعرف بـ"فن الكوميديا السوداء"، يصور بها درقاوي النفط العربي، الذي تستفيد منه الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الراعية الأولى لـ(إسرائيل).

وتصور اللوحة الثانية خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاحتلال الإسرائيلي، الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة بـ"صفقة القرن"، في دلالة رمزية عن خطورة التطبيع مع الاحتلال، وذلك تزامنا مع الذكرى الـ102 لوعد بلفور المشؤوم.

لوحات كاريكاتيرية تمتزج فيها ريش فنانين فلسطينيين وعرب وأجانب استحضروا بذاكرتهم وعد بفلور وصفقة القرن، وصوروا خريطة فلسطين التي أشاروا بها إلى شجرة متجذرة تحت الأرض وفروعها متعانقة، ولم يغفلوا الرمزية لبيان وجود تخاذل عربي وعالمي، مع التأكيد على أن المؤامرات ستنكسر على صخرة صمود الشعب الفلسطيني.

80 لوحة حملتها زاويا معرض الكاريكاتير الدولي "بين وعدين"، الذي افتتحته بلدية غزة ووزارة الثقافة في مركز رشاد الشوا وسط المدينة، أمس، بمشاركة ثمانية فنانين كاريكاتير عرب، ونحو 20 فنانا فلسطينيا.

وانجذب الحاضرون للوحات الكاريكاتير للفنان الليبي العجيلي العبيدي، والمصري سمير عبد الغني، والكويتي بدر غيث والفلسطيني د. علاء اللقطة، وغيرهم، بعمق أفكارها التي تصف معاناة الشعب الفلسطيني والمؤامرات التي تحاك عليه منذ 102 سنة، وصمود الفلسطينيون ومقاومتهم للاحتلال ومواجهة ما وصفوه بـ"تآمر بعض حكام العرب" مع الغرب لتصفية القضية الفلسطينية.

ويفسر وكيل وزارة الثقافة د. أنور البرعاوي اسم "بين وعدين" الذي حمله معرض الكاريكاتير بقوله: إنه يدل على "وعد بلفور الباطل والظالم للصهاينة" في فلسطين، ووعد الله عز وجل لأهل الحق بأن ترجع الحقوق لأصحابها مهما علا الظلم والعدوان.

وخلال مشاهدته اللوحات، يتابع البرعاوي لصحيفة "فلسطين": "اللافت في المعرض أنه يمثل مجموعة من فناني الدول العربية والغربية، ما يشير إلى مكانة فلسطين في قلوبهم، وثقافتهم تنبض باسم فلسطين".

ويحمل المعرض رسائل عدة، منها أن الاحتلال زائل لا محالة، وأن المعركة الثقافية على أشدها وستنتهي بعودة الحق لأهله، وأن وعود بريطانيا وأمريكا للاحتلال باطلة، وهي وعود من لا يملك لمن لا يستحق.

ويحمل البرعاوي بريطانيا مسئولية كل قطرة دم فلسطينية نزفت، بالإضافة إلى ضياع فلسطين وتهديد ثقافتها، داعيا لندن إلى المسارعة في محو خطيئتها والندم على ما فعلت.

"المعركة الثقافية"

والمعركة الثقافية –وفق البرعاوي- ركيزة مهمة في الصراع مع المحتل، ما يؤكد أهمية توظيف الفن والأدب والتراث، أدوات لتعضيد المقاومة، وغرسها في عقول وقلوب الأجيال القادمة حتى تحقيق النصر.

ومن أمام لوحات وصفت حال العرب والفلسطينيين بعد وعد بلفور، وقف رسام الكاريكاتير ومنسق المعرض هشام شمالي مؤكدا أن مثل هذه الأعمال بمثابة تضامن مع الشعب الفلسطيني في ذكرى وعد بلفور.

وحملت إحدى لوحاته فكرة الحال التي وصل إليها العرب وسرقة فلسطين بعد تاريخ وعد بلفور، إذ يقول شمالي لصحيفة "فلسطين" : " لوحات الكاريكاتير تدوم العمر كله، فإذا رجعت إليها بعد 10 أعوام ستحاكي الواقع نفسه وهنا تكمن قوته، لذا يسمى بالكوميديا السوداء".

ويستوحي أفكار لوحاته من الأخبار، ونبض الشارع، ومن البيت، فسرعة البديهة التي يجب أن يتمتع بها رسام الكاريكاتير تجعله يستطيع أن يحول أي موقف للوحة؛ وفق حديثه.

ويوصل المعرض رسالة بأن غزة ما تزال على قيد الحياة، وتطالب بالعودة والتحرير، ومشاركة الفنانين العرب والأجانب تدل على تضامنهم مع القضية العادلة مع التأكيد على العودة إلى فلسطين، يتابع حديثه.

من جهته يقول عضو المجلس البلدي م. هاشم سكيك، الذي افتتح المعرض: إن بلدية غزة تحرص على إحياء المناسبات الوطنيةللحفاظ على الذاكرة ونقلها للأجيال حتى تبقى حية متجددة في عقول الأجيال الجديدة ، وتحافظ على إرث القضية الفلسطينية والهوية الوطنية للشعب الفلسطيني وحقوقه .

ويلفت سكيك إلى دور الفن في إيصال رسالة بأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه ولا ينسى الظلم التاريخي الذي لحق به نتيجة وعد بلفور المشؤوم .

ولا يزال المعرض متاحا حتى مساء غد، ليستقبل الزوار الذين سيكونون أمام فرصة لمشاهدة اللوحات بكل تفاصيلها ومعانيها.

اخبار ذات صلة