قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا: "إن الحكومة البريطانية والإدارة الأمريكية وجوه متعددة لعدو واحد".
ووصف عطايا في حديث مع صحيفة "فلسطين" الحكومة البريطانية برأس الأفعى؛ لأنها ارتكبت جريمة عظمى بحق شعبنا الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية.
ودعا "لاعتبار الحكومة البريطانية كما هي الإدارة الأمريكية عدوًّا لشعبنا الفلسطيني؛ لأنها ارتكبت بحقه خطأ تاريخيًّا "لا يمكن أن يغفره شعبنا الفلسطيني مهما طال الزمن".
وأكد عطايا أن وعد وزير خارجية بريطانيا عام 1917 آرثر بلفور، مؤامرة حقيقية ارتكبت بحق شعبنا، إذ أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، وهو الاحتلال الإسرائيلي لإقامة ما سمي "وطنًا قوميًّا له في فلسطين".
وذكر أن وعد بلفور المشؤوم كان المسمار الأساسي في إقامة (إسرائيل) على أرض فلسطين، داعيًا لتوعية الأجيال الفلسطينية بخطورة هذا الوعد على القضية الفلسطينية، والمؤامرات التي تتعرض لها.
وجدد تأكيد رفض الفصائل الفلسطينية لوعد بلفور المشؤوم الذي مهد لإقامة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين التاريخية، مشيرًا إلى أنه "لا قيمة قانونية له، ولا يلزم إلا الجهة التي أصدرته".
ونبه إلى أن المؤامرات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وشطبها لم تتوقف على مر تاريخ القضية الفلسطينية من وعد بلفور، وصولًا إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ديسمبر/ كانون الأول 2017، القدسَ المحتلة عاصمةً مزعومة لـ(إسرائيل)، ونقل سفارة بلاده إليها.
وتابع: "إن شعبنا الفلسطيني ومقاومته لم يتوقفوا عند هذا الإعلان وعملوا جاهدين حتى تمكنوا من إسقاط مفاعيله الأساسية طوال السنوات الماضية ومن خلال مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار التي انطلقت في قطاع غزة عام 2018، وتصدى فلسطينيو الشتات لمحاولات شطب حق العودة وتصفية عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
ترسيخ المقاومة
وذكر أن المقاومة الشعبية والمسلحة الفلسطينية عرت كل المتواطئين مع الاحتلال الإسرائيلي والمتآمرين على القضية الفلسطينية والمهرولين لإقامة علاقات مع كيان الاحتلال، مؤكدًا أن مسيرات العودة أظهرت إجرام الاحتلال ومجازره المرتكبة بحق شعبنا، وأربكت الاحتلال وشوهت صورته وأظهرت عجزه في إيقاف مسيرات العودة.
وأوضح أن الفلسطينيين قدموا خلال مسيرات العودة، نموذجًا في النضال الوطني وجيشوا عددًا من المؤسسات الدولية ومتضامنين معهم لتعرية الاحتلال وإفشال وعد بلفور، وكشف ما تتعرض له القضية الفلسطينية من جرائم، كما وأحيا الفلسطينيون المقاومة في النفوس، وأطلعوا العالم على جرائم الاحتلال الممارسة بحق شعبنا.
وأشار إلى أن المقاومة رسخت معادلتها في ميدان الاشتباك مع الاحتلال كالقصف بالقصف والدم بالدم، وحماية المشاركين في المسيرات السلمية.
وأكد أن دماء الشهداء والمسيرة النضالية الطويلة لفصائل المقاومة وآهات الجرحى والأسرى وصمودهم في سجون الاحتلال ومواصلة تضحيات الشعب الفلسطيني عوامل في استمرار مسيرة النضال لتحرير فلسطين وإبقاء القضية حية على المستويين المحلي والدولي.
وتابع: "إن الاحتلال الإسرائيلي في أضعف حالاته بعد أن وصل إلى قمة الهيمنة والغطرسة والاستغلال وارتكاب المجازر ونهب الثروات وسلب الأراضي الفلسطينية لمواجهة المقاومة الفلسطينية التي أثبتت قدرتها على إرساء معادلات مهمة على المستوى العسكري، وتمكنت من التطور".
وحث عطايا قيادة السلطة ومنظمة التحرير للملمة الجراح وإنهاء الانقسام وتوحيد المنظمات الفلسطينية مع جماهير شعبنا في صف ويد واحدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والإعلان أن الوسيلة الأساسية لتحرير فلسطين هي المقاومة بكل أشكالها وليس مفاوضات تلغي حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم وتحرير أرضهم كاملة.
ويقع على عاتق اللاجئين الفلسطينيين في العالم، وفق عطايا، دعم مسيرات العودة وإيصال الصوت الفلسطيني للعالم الغربي والدول الموجودة بها، والعمل حتى يصبح لها دور مؤثر عالميًّا من خلال الدعم المالي والإعلامي والتقني ونقل ما يتعرض له شعبنا على يد الاحتلال، والتوجه للمحافل الدولية لمحاسبة الاحتلال وبريطانيا على جرائمها الممارسة بحق شعبنا.
ودعا ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، اللاجئين الفلسطينيين لإعلان حرب إلكترونية على الاحتلال وابتكار وسائل تحمي مواقع المقاومة الفلسطينية الإلكترونية، ولموقف فلسطيني موحد لمقاطعة البضائع البريطانية ومواجهة لندن على المستوى القانوني كي تتراجع وتعتذر عن وعد بلفور الذي شرد شعبنا وتسبب في وقوع الآلاف من الشهداء ومئات المجازر على مدار احتلال فلسطين.
وبحسب ما وثقته كتب التاريخ والإحصاءات والأرقام، فإن العصابات الصهيونية وجرائمها بحق الفلسطينيين الأبرياء، هجرت وطردت أكثر من 900 ألف فلسطيني خارج وطنهم ليقيموا في الدول العربية المجاورة وجميع أرجاء العالم وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا في فلسطين سنة 1948 وذلك في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية.