قائمة الموقع

حظك هو نصيبك باجتهادك

2019-10-31T08:22:36+02:00
صورة تعبيرية

الحظ، والفرص، والاجتهاد في حياتنا.. هل يختلف كل منهما عن الآخر، وأي جانب منهم يطغى أكثر في حياة الإنسان الواقعية، وأيهم يجب أن يكون في حياة المسلم؟

الداعية الشيخ مصطفى القيشاوي يتحدث عن هذه الجوانب لصحيفة "فلسطين" اليومية، والتفاصيل تتبع:

ويقول القيشاوي: "يعلق الكثير من الناس حياتهم على الحظ، لكنه من المهم جدًا أن يفهم الناس أن الحياة فيها فرص وأن الإسلام دعانا لاغتنامها"، مشيرًا إلى أن الله تعالى تعامل معنا على قاعدة اغتنام الفرص، عندما جعل لنا مواسم طاعات وعبادات، فهذه فرص.

ويضيف: "المسلم الفطن يستغل الفرص، وكما أن هناك لحظات فرص في مواسم العبادة، هناك لحظات فرص في الحياة العملية، في عمل، في نجاح، في سفر، في دراسة".

ويلفت إلى أن الحظ هو موجود في الحياة، وذكر في القرآن الكريم، لكنه ذكر في القرآن على أنه بمعنى النصيب، في قول الله تعالى: "للذكر مثل حظ الأنثيين"، منبهًا إلى أنه ليس بـ "الشطارة"، فإما أن يكون مفروضًا من الله تعالى، وإما أن يكون من بعد اجتهاد وعمل.

فلا يجوز –كما يقول الداعية- أن يكون هناك إنسان جالس في بيته بلا دراسة بلا عمل بلا اجتهاد، ويقول هذا حظي، وأنا حظي هيك، أو أنا حظي بضربها يمين بتطلع شمال، موجهًا حديثه لمن يقول هكذا: "اضربها يمين ضربةً صحيحة، تكون صحيحة، بعد دراسة وتفكير وتخطيط بإذن الله، فالله تعالى لا يفشل إنسانًا أخذ بالأسباب، وظن العبد بالله خيرًا، وبالتالي الأمر يتعلق بشخصية الإنسان ومدى قناعته بهذا الأمر".

وينبه إلى أن الإنسان يحب أن يكون سعيدًا وذا حظ سعيد، لكن هناك جزء من الهِبات من الله سبحانه وتعالى، "فبعض الناس يولد غنيًا، فيأتي بعض الفقراء ويقول "حظي تعيس"، لكن من قال إن حظك تعيس، الله أغناه بالمال، وأغناك بأشياء أخرى"، وفق قوله.

ويعلق القيشاوي: "ليس من الصواب أن نقيس الأشياء بالمقارنة مع الآخرين، فالله العدل أعطى لكل إنسان ما يصلحه، فربما ما يصلح غيرك يفسدك، والعكس صحيح، فالأصل أن ينظر الإنسان بشمولية ويكون راضيًا ومقتنعًا بنفسه، إنه يجتهد لكن ما يقدره الله يجب أن يرضى به بكل الأحوال".

ويكمل: "بالتالي الحظ شيء مهم إن كان بمعنى النصيب، ويجب علينا أن نجتهد للحصول عليه"، مشيرًا إلى قوله تعالى: "وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم"، فالجنة تريد حظ، لكن ليس حظ "الحادي بادي"، كما يفهمه بعض الناس، الحظ الذي يأتي بعد اجتهاد وتعب ومثابرة، وليس بعد ركود وكسل.

ويشدد على أنه يجب الاتفاق أولًا أن مفهوم الحظ يحتاج لإعادة برمجة في عقول عامة الناس وأنه ليس ضربة "شانص" أو "رمية نرد"، وثانيًا أن الحظ والنصيب يحتاجان إلى جهد وتعب.

أما النصيحة التي يوجهها القيشاوي للقراء، خاصةً من يكررون المقولة المشهورة "إلي ماله حظ لا يتعب ولا يشقى"، أنه يجب أن يجتهد للبحث عن حظه ونصيبه في أحلك وأسوأ الأحوال، مدللاً بقوله تعالى: "حتى إذا استيأس الرسل" وهم رسل الله في الأرض، "جاءهم نصرنا".

ويذكر هنا قصة المدينة التي أتاها ثلاثة رسل ولم يهتدوا، ثم أتى رجل وأكمل المسير ولم ييأس "وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى"، لذا عليك أن لا تقول إن الدنيا مقفلة في وجهي، لا تجعلها مقفلة في وجهك، بل ابحث قد تجد ثغرة من حولك تبدأ منها.

ويضيف: "ويجب أن تكون على رضى بالله سبحانه وتعالى، وتعرف أن ما دخل العُسر في جحر إلا تبعه اليُسر، واستحالة أن يغلقها الله في وجهك بالمطلق، هو إن أغلقها من جانب فتحها من جوانب أخرى لأنه يريد لك أن تسعى"، مبينًا أن الله لا يحب الإنسان الذي لا يبحث ولا يسعى، بل يريد الإنسان المجتهد الباحث عن حظه في الدنيا، في الرزق، والعلم، والمال.

اخبار ذات صلة