فلسطين أون لاين

​تحليل: قبول حماس بالانتخابات قوة سياسية ودفع بالكرة لملعب فتح

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

رأى محللون سياسيون أن إعلان حركة حماس جهوزيتها الكاملة للدخول في الانتخابات، دليل حرص على تحقيق الوحدة الوطنية، ودفع في الوقت نفسه بالكرة السياسية إلى ملعب حركة فتح ورئيسها محمود عباس الذي يتوجب عليه إصدار مرسوم رئاسي يحدد موعد إجرائها.

وحث الخبراء في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" على ضرورة أن تكون المصالحة المدخل لعقد الانتخابات.

وبُعيد لقاء جمع رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة من بينها حماس، أمس، أكد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في مؤتمر صحفي أمس، أن الفصائل مستعدة وجاهزة للاحتكام لصناديق الاقتراع وإرادة شعبنا.

وجدد هنية موقف الفصائل باستعدادها لانتخابات شاملة، قائلًا: "ليس لدينا أي قلق أو تردد من الدخول بأي عملية انتخابية شاملة، وأكدنا على ضرورة استعادة الوحدة وتحقيق المصالحة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني، وجاهزون لدفع الاستحقاق والمرونة الكاملة في سبيل تحقيق استعادة الوحدة".

عقبات أمام الانتخابات

ورأى المحلل السياسي هاني حبيب، في إعلان حماس دليلًا على الحرص على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

وقال لصحيفة "فلسطين": "لا يوجد أي طرف فلسطيني يقف ضد إجراء الانتخابات (...) ولكن دون إصدار مرسوم رئاسي واضح يحدد تاريخ موعد عقد الانتخابات سيبقي الحديث عن إجرائها مجرد أقوال".

وأشار حبيب إلى وجود مصاعب حقيقية تواجه الانتخابات وعقدها، مرجعًا ذلك لغياب التوافق الوطني حول الكثير من القضايا المتعلقة بالانتخابات، وأخرى متعلقة بالمواقف السياسية.

وشدد على ضرورة التفريق بين دعوة للانتخابات وعقد الانتخابات "فالدعوة لعقدها شيء سهل والكل موافق عليه، لكن عقدها صعب، فالمصالحة تعد مدخلًا لحل الإشكالات كافة، ومن مخرجاتها الانتخابات ودون ذلك ستفشل".

وعن موقف رئيس السلطة محمود عباس وحركة فتح من الانتخابات، أوضح حبيب أن عباس دعا لانتخابات أمام الجمعية العامة الأمم المتحدة ولكنه لم يحدد موعدها، وانطوت دعوته تلك على عدم جدية وإنما لكي يشهد العالم براءته من الوضع السياسي الفلسطيني.

أين المرسوم الرئاسي؟

وتوافق الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل مع حبيب، إزاء موقف حماس الذي أعلنه هنية برفقة رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر، حيث قال في المؤتمر نفسه: "نحن الآن سائرون في اتجاه إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ونأمل في المستقبل أن نجري انتخابات مجلس وطني".

ونبه عوكل في حديثه لصحيفة فلسطين" إلى أن الانتخابات ليست المدخل الصحيح لتصويب الوضع الفلسطيني، "فالأهم أن تكون الانتخابات مُخرجًا لتوافق وطني قائم على مصالحة تفتح الطريق لتجديد النظام السياسي الفلسطيني".

وبين أن عباس وحركة فتح "لم يحددا حتى اللحظة موعد عقد الانتخابات (...) هل ستكون شاملة أم مجتزأة بمعنى عقد انتخابات تشريعية دون الرئاسة؟!!"، لافتًا إلى أن الكرة الآن في ملعب حركة فتح والرئيس فهما من سيحدد نجاح أو فشل إجراء الانتخابات.

واستبعد عوكل إجراء الانتخابات لعدم رد حركة فتح على مبادرة الفصائل الثمانية، وعدم إصدار مرسوم بتحديد موعد وشكل الانتخابات.

ورجح أن يصدر عباس مرسومًا بإجراء انتخابات مجتزأة تقتصر على المجلس التشريعي وهو ما سيقابل برفض فصائلي.

مناورة سياسية

وفي السياق ذاته يرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، بإعلان حماس قبول الاحتكام إلى الشعب، وموافقته قبل ذلك على مبادرة الفصائل الثمانية لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، "دليل قوة سياسية يحسب لها ويؤكد رغبتها بإنهاء الانقسام، وتجنبها الوقوع في سجالات سياسية وإعلامية مع حركة فتح".

وذهب إلى القول: "إعلان هنية جهوزية حماس الكاملة للدخول في الانتخابات، يعني دفع الكرة السياسية إلى ملعب حركة فتح التي يقع على عاتق رئيسها الذي يشغل أيضًا منصب رئيس السلطة، تحديد موعد إجراء الانتخابات".

ويعتقد عرابي أن فتح تستخدم الانتخابات كـ"مناورة سياسية دون إجرائها، فدعوة عباس للانتخابات ليست واضحة حتى اللحظة".

ووصل مساء أول أمس الأحد، وفد لجنة الانتخابات المركزية إلى غزة الذي يضم كلاً من رئيس اللجنة حنا ناصر، والمدير التنفيذي هشام كحيل، ونائبه أشرف الشعيبي.

ومؤخرًا، كلف عباس، رئيس لجنة الانتخابات باستئناف الاتصالات وبشكل فوري مع الفصائل والجهات المعنية، من أجل التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية، على أن يتبعها بعد بضعة أشهر الانتخابات الرئاسية.

ويشار إلى أن أول انتخابات للسلطة أجريت عام 1996، وكانت الرئاسية والتشريعية متزامنتين، وفي 2005 أجريت الانتخابات الرئاسية قبل التشريعية التي أعقبتها بعد أشهر معدودة في مطلع 2006.