قائمة الموقع

​مُحرَّرو "الصفقة" بغزة "يحققون ذواتهم" بين أبناء شعبهم

2019-10-27T10:32:44+02:00
صورة أرشيفية

أتاحت صفقة وفاء الأحرار للأسرى المفرج عنهم بموجبها عام 2011م "بوابة نحو المستقبل"، مكنتهم من الاندماج في المجتمع وتحقيق ذواتهم، وتغيير واقعهم إلى الأفضل.

لكنهم يؤكدون أن فرحتهم لا تكتمل إلا بتحرير جميع الأسرى الفلسطينيين، الذين يزجهم الاحتلال الإسرائيلي في سجونه.

ووفق إحصائيات رسمية صدرت في أيلول (سبتمبر) الماضي، عن هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير، وصل عدد الأسرى إلى 5700، منهم 230 طفلًا، و48 امرأة، و500 أسير إداري.

وكانت "القسام" أسرت في حزيران (يونيو) 2006م الجندي في جيش الاحتلال، جلعاد شاليط، واحتجزته على مدار أكثر من خمسة أعوام، وأفرجت عنه بموجب صفقة وفاء الأحرار لتبادل الأسرى بالإفراج عن 1050 أسيرًا من سجون الاحتلال، في تشرين الأول (أكتوبر) وكانون الأول (ديسمبر) 2011م.

وفي 18 كانون الأول (ديسمبر) 2011م توجه 41 أسيرًا محررًا إلى قطاع غزة.

وبعد إطلاق سراحه تمكن الأسير المقدسي الموجود حاليًّا في قطاع غزة شعيب أبو سنينة من إكمال مسيرته التعليمية في الجامعة الإسلامية، بتخصص تاريخ وآثار.

وأثبت أبو سنينة (52 عامًا) منذ اللحظة الأولى جدارته واندماجه في المجتمع بتفوقه على زملائه والحصول على درجة الامتياز، طول سنوات الدراسة.

وبعد أن حقق أبو سنينة تفوقه الجامعي، واندماجه في المجتمع، عمل بفضل معرفته بمدينة القدس وقراها وضواحيها في مؤسسة القدس الدولية، ليطلع العالم على ما يرتكبه الاحتلال من جرائم بالمدينة المقدسة، طالت البشر والحجر والشجر.

وكان الاحتلال أسر أبو سنينة مرات عدة، كان آخرها سنة 1998م، أمضى خلالها 13 سنة في السجون من أصل محكوميته التي كانت "مدى الحياة"، وأُفرج عنه ضمن صفقة "وفاء الأحرار" في 2011م، واتجه إلى قطاع غزة.

ويقول أبو سنينة لصحيفة "فلسطين": "إن عائلتي المقدسية تقطن في منزل لا يبعد كثيرًا عن المسجد الأقصى المبارك، حيث الأجواء الجميلة"، مشيرًا إلى أنه يتواصل مع عائلته المكونة من ثلاثة أبناء وبنتين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغم محاولات الاحتلال لاعتراضها والتنصت عليها، مع جريمته المستمرة بحرمانه مدينته وتقييد وصول زوجته إليه.

ويحرم الاحتلال الفلسطينيين عامة الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، ويضيق على المقدسيين ويفرض عليهم قيودًا صارمة.

قضية وطنية

ولا يختلف الحال كثيرًا عند المحرر مصطفى مسلماني (55 عامًا) من مدينة طوباس شمال نابلس بالضفة الغربية المحتلة، الذي تعهد بحمل ملف الأسرى والدفاع عنهم حتى تحررهم.

ويؤكد مسلماني (عضو في لجنة الأسرى بالقوى الوطنية والإسلامية) أن قضية الأسرى قضية وطنية بامتياز وواجب على الجميع التضامن معهم والدفاع عنهم، قائلًا: "فهم أفنوا زهرات شبابهم داخل سجون الاحتلال، وضحوا بحريتهم من أجل قضيتهم وشعبهم".

ومع أنه ينحدر من الضفة يقول: "أشعر أنني بين أهلي في قطاع غزة"، مضيفًا: "رغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي للتخلص منا فاجأناه بقدرتنا على حمل ملفات عدة، والوقوف إلى جانب شعبنا، وكشف جرائمه محليًّا وعالميًّا".

وتمكن أكثر من 95% من محرري الصفقة الذين ينحدرون من الضفة الغربية -بحسب حديث مسلماني- من الزواج بغزيات، ما زاد من علاقاتهم واندماجهم في المجتمع، وباتوا مؤثرين فيه رغم محاولة الاحتلال منعهم من مغادرة القطاع ومن التواصل مع أسرهم.

وقضى مسلماني تسع سنوات في سجون الاحتلال، ثم حكم عليه بثلاثة مؤبدات و20 سنة، بذريعة قتل حاخام وزوجته قرب رام الله عام 2000م، قضى منها 11 سنة قبل أن يفرج عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار.

عميد الأسرى المقدسيين المحرر ضمن الصفقة فؤاد الرازم تمكن أيضًا من التأقلم مع حياته الجديدة، بعد الإفراج عنه بموجب صفقة وفاء الأحرار.

ورغم الحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال على القطاع منذ 13 سنة، تمكن الرازم من افتتاح مركز "مدينة القدس للدراسات والأبحاث"، ليكون له دور مهم في المجتمع، ويطلع العالم على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

ويتهم الاحتلال الرازم بقتل جندي ومستوطن، وكان حكم عليه بالسجن 99 سنة، قضى منها 31 سنة في سجون عدة.

وينتظر الرازم مولوده الثالث من زوجته التي وصلت إلى القطاع قادمة من مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

ويؤكد الرازم أنه يتمسك بمدينته القدس، لكنه توجه إلى القطاع لئلا يبقى في سجون الاحتلال.

ويتطلع هؤلاء المحررون كما هو حال أبناء شعبهم عامة إلى زوال الاحتلال ليتمكنوا من التنقل في وطنهم فلسطين بحرية، ويتواصلوا مع ذويهم وأهلهم دون منغصات أو عقبات.

اخبار ذات صلة