قائمة الموقع

​"بهد الاحتلال وما بنهد".. "أم ناصر" تتحمّل وجع الهدم للمرة الثانية خلال عام

2019-10-25T16:24:02+03:00

شامخة أمام منزلها، تقف الحاجة أم ناصر أبو حميد، تنثر رياحين الصمود والأمل على ركام منزلها المدمر للمرة الثانية خلال عام، رغم أوجاعها التي تزداد مع كل حجر هُدم بجرافات الاحتلال الإسرائيلي.

تلك الأوجاع لم تحرك الحاجة أم ناصر لها ساكناً، متحدية الاحتلال فور انتهائه هدم بيتها بالقول: "لو بنهد للمرة الـ 20 بهدهم، وما بنهد"، متمسكة بحقها في الدفاع عن بيتها وأبنائها الأسرى الستة.

وهدمت فجر أمس، جرافات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة أبو حميد بمخيم الأمعري وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، للمرة الثانية خلال العام، وسط مواجهات بين شبان المخيم وقوات الاحتلال.

وتروي الحاجة أنه قبل 10 أيام، اتصل ضابط المخابرات الإسرائيلي بالحاجة أم ناصر، مذكراً بهدم منزلها، ومصادرة الأرض القائمة عليه، لتقابله بأن الأرض فلسطينية وستبقى فلسطينية.

ويقام المنزل على مساحة 300 متر من طوابق قيد الإنشاء، بعدما نسف الاحتلال البيت منتصف ديسمبر الماضي، حيث قالت أم ناصر من أمام ركام بيتها متوشحة بالكوفية الفلسطينية: "كل ما بدهم يهدوا بيتنا بدنا نبني، حتى لو للمرة العشرين، والحمد لله كل ما هدوا أنا بإذن الله بهدهم".

وأكدت لصحيفة "فلسطين" أنها تستمد قوتها من قوة شباب فلسطين ونضالهم وتضحياتهم من اجل فلسطين، موجهة التحية للأسرى وأبنائها المعتقلين في سجون الاحتلال. قائلة: "أنا فخورة بهم وهذا البيت فداء لفلسطين والمرابطات الحرائر في المسجد لأقصى".

وأضافت: "لا نبكي على الحجار، والمال والبيت سيعوضنا الله بدلاً عنه، ولن نغادر مخيم الأمعري مهما فعل الاحتلال إلا بالعودة إلى أراضينا"، مشيرة إلى أنها ستبني البيت كلما هدمه الاحتلال.

وأمّ ناصر أبو حميد (72 عامًا)، استشهد ابنها عبد المنعم، الملقّب بـ "صائد الشاباك" عام 1994، بعد أن قتل الضابط في "الشاباك" نوعيم كوهين، فيما يعتقل الاحتلال ستة من أبنائها منهم ناصر ونصر وشريف ومحمود يقضون حُكمًا بالسجن المؤبد.

فيما يعتقل نجلها جهاد إداريًا، أمّا إسلام (32 عامًا) فلا يزال موقوفًا حتى اللحظة، ويتوقّع أن ينال حكمًا بالسجن المؤبد، بعد أن اتهمته (إسرائيل) بقتل الجندي الإسرائيلي "رونين لوبرسكي" أثناء اقتحام المخيّم في أيار/ مايو الماضي، بإلقاء صخرة كبيرة عليه.

من جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن هدم الاحتلال منزل عائلة أبو حميد في مخيم الأمعري للمرة الخامسة، هو صورة للإرهاب البشع الذي تمارسه عصابات جيش الاحتلال.

وقال حازم قاسم الناطق باسم الحركة في تصريح صحفي له: إن هذه العائلة التي لديها خمسة أسرى في سجون الاحتلال، وسادس شهيد، تجسد صورة الصمود الفلسطيني، ونموذج التضحية العظيمة على طريق نضال شعبنا لانتزاع حريته.

وأشار إلى أن كلمات الحاجة أم ناصر أبو حميد بعد هدم منزلها فجر اليوم، بأنها "ستعيد بناء المنزل، وما دام هناك احتلال سنقاومه"، هي تعبير حقيقي على استحالة كسر إرادة شعبنا الفلسطيني.

ونوه قاسم بأن القتل والاعتقال وهدم المنازل سياسة أثبتت فشلها في ثني جماهير شعبنا على مواصلة كفاحه ضد الاحتلال.

بدورها، قالت اللجنة السياسية لحركة المقاومة الشعبية في فلسطين إن هدم الاحتلال الإسرائيلي لمنزل عائلة أبو حميد هو جريمة للضغط على الشعب الفلسطيني لوقت المقاومة، لكن نؤكد للعدو أن "هذه الأفعال هي اللهب الذي سيحرق كل مغتصب صهيوني على أرضنا الفلسطينية من بحرها إلى نهرها".

وأضافت اللجنة في بيان صحفي أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة من استمرار للعدوان الإسرائيلي الممنهج ضد أبناء الشعب الفلسطيني بالقدس والضفة المحتلتين، واستهداف أهلنا في أراضي ال 48 بجرائم القتل واستمرار حصار قطاع غزة يدلل على الوجه الحقيقي لهذا المحتل الغاصب.

وأكدت أن كل هذه السياسات والعنجهية الإسرائيلية لن تثني الشعب الفلسطيني عن المضي والاستمرار في طريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير كل فلسطين.

اخبار ذات صلة