عندما تغير نظرتك للحياة وتعلم أن هناك طرقا أخرى غير تقليدية يمكنها أن تقودك للنجاح، تكون حينئذ قد خطوت خطوتك الأولى نحو حلمك، وهذا ما آمنت به الشابة جيهان وافي (19 عاما).
بعد أن أنهت وافي دراستها المدرسية لم تفضل الالتحاق بالجامعة وأرادت أن تبدأ حياتها بشيء يعبر عن شغفها وحلمها، ونظراً لحبها القديم لفن الرسم والإكسسوارات وجدت في أحد مراكز الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية بغزة ضالتها.
"حبي للأعمال اليدوية دفعني للتسجيل في تخصص هو الأول من نوعه في القطاع خاص بتعليم الفتيات فن تشكيل المعادن وهو ما يعرف محلياً بتصنيع الإكسسوارات"؛ تروي وافي لصحيفة "فلسطين" بداية قصة نجاحها.
ومنذ بداية دراستها هذا التخصص كانت الشابة تحاول أن تطبق كل ما تتعلمه في منزلها، ليكون تعلما وتطبيقا في آن واحد، وبالتالي تختصر كثيرا من الوقت الذي كان يمكن أن يضيع عليها في حال بدأت التطبيق بعد إنهاء دراستها.
قرار أدى إلى أن تفتتح وافي عملها الخاص وتعمل على تصنيع وبيع الإكسسوارات قبل الانتهاء من الدراسة، كما أنها استفادت من موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتطبيق انستغرام لتسهيل الإعلان والتواصل مع الراغبين بالحصول على منتجاتها.
وتوضح أن عملها يتركز على صناعة التعليقات للأسماء أو لدبل العرسان، والتوزيعات، ومسكات العروس وكثير من الأعمال اليدوية التي تحاول أن تكون متجددة وغير موجودة في قطاع غزة.
وتشير وافي إلى أنها تعمل على جلب الأفكار الجديدة والعمل بمواد خام مختلفة تزيد من إمكانياتها في صنع المزيد من الأعمال اليدوية كالسيراميك، البلاستيك، الفوم، الصدف وغيرها من المواد الخام.
وتعبر عن سعادتها لما وصلت إليه الآن فهي صاحبة مشروع ولم تتجاوز 20 عاما من عمرها بعد، مؤكدةً أنها لن تكتفي بالعمل البسيط الذي تقوم به بل ستعمل على تطويره.
وبدلا من أن تنتظر دورها في "قطار التوظيف"، استبقته وافي بتوفير فرصة عمل لنفسها.
مدير مركز التدريب المهني في وزارة التنمية الاجتماعية بخانيونس، عدنان أبو يوسف يوضح أن الوزارة تسمح للطلبة بالالتحاق بالمراكز والأقسام من سن 14- 16 للذكور ومن 14-18 للإناث.
ويقول أبو يوسف لصحيفة "فلسطين": "المركز يسعى إلى اتاحة الفرصة للدارسين لاكتساب المهارات ثم كسب المال في المجتمع المحلي، بالإضافة إلى تعليمهم الاعتماد على النفس ليكون الخريج قادرا على تحمل المسئولية".
ويضيف: "المراكز التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية تستهدف استقطاب الفئات غير القادرة على استكمال الحياة المدرسية ووضعها في إطار سليم من خلال تعليمهم حرفة وفق ميولهم ورغباتهم لتكون مصدر كسب لهم وتحميهم من الضياع".
ويتمم بأن تخصص فن تشكيل المعادن جديد على مستوى الضفة والقطاع وقد تخرجت أول دفعة منه أخيرا، مشيرا إلى الحرص على مواكبة السوق المحلي والصناعة المحلية لتكون المنفعة متبادلة بينه وبين الطلبة.
