قائمة الموقع

​عندما يجتمع "جمال" القدس مع "شغف" الشابة "أبو رميلة"

2019-10-22T07:48:04+03:00
صورة أرشيفية

يخفى على كثيرين ممن يقطنون بعيدًا عن تلك المدينة الذهبية تفاصيل وجمال القدس، لكونهم لا يستطيعون الوصول إليها والتعرف إلى معالمها، وكل ما يستقونه من صور هي ما تُعرض في النشرات الإخبارية السياسية البحتة، مخفية ملامحها الجمالية على وقع معاناة المقدسيين من عدوان الاحتلال.

لهذه الأسباب حاولت المقدسية أسيل أبو رميلة أن تظهر جمال مدينة القدس، بأسلوبها الخاص، وموهبتها في التصوير والتصميم.

أبو رميلة (٢٦ عامًا) خريجة الهندسة المعمارية في جامعة بير زيت، وتعمل حاليًّا في مجال التصوير بعدما اكتشفت شغفها به قبل ما يقارب ثلاث سنوات.

غصة تغزو قلبها لحال القدس والضفة الغربية بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، من جدار فصل عنصري وحواجز، وإغلاق ونصب للبوابات العسكرية، وغيرها، ولما كانت مقدسية أصبحت تعاني صراعًا داخليًّا بين الواقع المعيش والخيال الذي يسرح بها بعيدًا عن وجود محتل غاصب.

تقول أبو رميلة لصحيفة "فلسطين": "عملت على إظهار جمال مدينة القدس، معتمدة بذلك على موهبتي، وبالدمج بين الواقع في القدس من أماكن وأشياء نراها في المدينة وشخصيات خيالية مشهورة لدى معظم الناس، ما يجعل المشهد قريبًا إلى أذهانهم".

ولم تلجأ الشابة أبو رميلة إلى اختيار شخصيات حقيقية، "لأنها على الأغلب لها مؤيدون ومعارضون"، بعكس الشخصيات التي اعتمدتها في تصاميمها، وهي أغلبها كرتونية، فإنها "مقربة للجميع"؛ وفق اعتقادها.

وتضيف: "كما أن الشخصيات الكرتونية ستضفي طابعًا طفوليًّا على الصورة، وروحًا فكاهية قد تكون غير متوقعة لمدينة كالقدس التي عرفت بوضعها المعقد نوعًا ما، وكما قال الشاعر تميم البرغوثي: (في القدس رغم تتابع النكبات ريح براءة في الجو ريح طفولة)".

وقبل ثلاثة أعوام ظهرت موهبة أبو رميلة في التصوير، ثم أصبحت مهنة، استثمرتها في التعبير عن حبها لتلك المدينة العريقة، الغنية بالتفاصيل المعمارية التي "تسلب" قلبها قبل نظرها مهندسةً معماريةً، ومصورةً.

وتتابع: "القدس وجهة لكل المصورين لروعة الأماكن والمباني والتفاصيل فيها، ورونق القدس القديمة، وعراقتها يدفعان أي أحد -وإن لم يكن مصورًا- أن يلتقط صورة للمكان".

ومن الأسباب التي دفعت أبو رميلة لإظهار جمال مدينة القدس أن لديها كثيرًا من الأصدقاء في الضفة الغربية وخارج فلسطين يتمنون زيارتها ولا يتمكنون من ذلك بسبب الاحتلال، فتحاول إيصال أكبر قدر ممكن من تفاصيل المدينة لهم.

"على الرغم من المشاكل التي يسببها الاحتلال في القدس تفاصيلها لا تزال عربية مقدسية، وهناك وجود فلسطيني مقدسي مهم في المدينة، وانتشار هذه الصور هذا الانتشار الواسع دليل على حب أهل القدس لها وتمسكهم بها" تواصل كلامها.

وتلفت أبو رميلة إلى أن دراستها الهندسة المعمارية لا علاقة لها بالأعمال التي تصممها، خاصة بعدما أصبحت ميولها فنية في الغالب، مستدركة: "ولكن لا يمكنني إنكار أن أسلوب التدريس في جامعة بير زيت -وخاصة قسم الهندسة المعمارية- ساعدني كثيرًا على الإبداع والتفكير خارج الصندوق".

وتهدف أيضًا إلى إظهار الحياة في فلسطين بكل أشكالها، في الضفة أو القدس أو غزة بأكثر من جانب، وتطمح إلى وصول أعمالها لأكبر عدد ممكن من الناس.

"ليس المهم عندي أن يعرفني الناس شخصيًّا، بل أن تصل إليهم أعمالي والأفكار المرادة منها، وأن تقام معارض فنية قريبًا لهذه الأعمال، وأن أستمر في تعلم مجالات أخرى من الفنون البصرية للتعبير عن أفكاري بوسائل أخرى غير الصور" تكمل أبو رميلة حديثها.

اخبار ذات صلة