شدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب على أن السلطة في رام الله غير جادة في التوجه للمصالحة الوطنية، وغير مستعدة لتبني برنامج قطاع غزة المقاوم، إذ إنه ينافي الرؤية الأمريكية والإسرائيلية التي ترمي إلى إبقاء الحالة الفلسطينية ضعيفة.
وقال حبيب لصحيفة "فلسطين": "إن رئيس السلطة محمود عباس يعلم أن أي انتخابات دون توافق ورؤية وطنيين ستعمق الانقسام، ولن تخرج الساحة من أزمتها".
وبين أن مبادرة الفصائل الثمانية لإنهاء الانقسام عرضت على عدة جهات إقليمية ودولية، منها جمهورية مصر العربية بصفتها الراعية لاتفاقات المصالحة، والجامعة العربية وروسيا والصين وتركيا وقطر، ولكن ليس هناك أي ردود أو اقتراحات جدية، بسبب الضغوطات التي تمارس على بعض الدول، وشعورها بانعدام نية السلطة الفلسطينية تجاه ملف المصالحة.
والفصائل الثمانية التي أعلنت مبادرة لإنهاء الانقسام بناء على اتفاقات المصالحة الموقعة هي: حركة الجهاد الإسلامي، والجبهتان الشعبية والديمقراطية، وحزب الشعب، والمبادرة الوطنية، و"فدا"، والجبهة الشعبية - القيادة العامة، و"الصاعقة".
ورأى حبيب أنه مع ما يحاك على القضية الفلسطينية من مؤامرات ومشاريع تصفية، كان لابد من وجود حراك وطني شامل لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة التي أصبحت ضرورة وطنية وسياسية.
وأضاف: "جاءت الورقة التي وقعتها ثمانية فصائل وازنة على الساحة الفلسطينية بعد مناقشة وموافقة من القوى الوطنية والإسلامية كافة".
واعتمدت الورقة -وفق حديث حبيب– على رؤية متوازنة اعتمدت اتفاقات المصالحة الوطنية الموقعة من الفصائل في أعوام (2005-2011-2017م) في القاهرة واللجنة التحضيرية في بيروت 2017م، مرجعًا لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
واتهم حبيب عباس بتعطيل عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.
وتابع: "وضعت الرؤية جدول أعمال محددًا يبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على الانتخابات الشاملة، وإيجاد طريقة متوافق عليها لإخراج الساحة الفلسطينية من الأزمة الداخلية".
وأوضح أن حركة المقاومة الإسلامية حماس ردت على المبادرة رسميًّا بالموافقة، واصفًا ذلك بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح".
في المقابل قال حبيب: "لم تصلنا أي ردود من حركة فتح، وما تصدر من تصريحات لقيادة فتح غير مبشرة، وتنبئ بنية مسبقة لعدم الرد رسميًّا على المبادرة"، مشددًا أن السلطة لا تريد أي مبادرات خارجة عن نطاقها، وتصر على مزاعم أن المبادرة "وجدت لمحاربة رؤية السلطة وفتح"، لعدم إيمانها (السلطة) بالشراكة الوطنية.
وذكر أن الفصائل الثمانية لم تضع سقفًا زمنيًّا محددًا للرد، لكن لن تنتظر طويلًا، مبينًا أن هناك خطة لتحشيد قطاعات مختلفة من أبناء الشعب خلف الرؤية الوطنية.
ووفقًا لحديث حبيب، سيكون هناك برنامج فعاليات مختلفة تتضمن مؤتمرات شعبية ومسيرات مليونية للضغط باتجاه إنهاء الانقسام، الذي استغله الاحتلال ضد مصالح أبناء الشعب.
لكنه قال: "الضفة تعاني عصا غليظة بيد الاحتلال وأخرى بيد السلطة، إذ يمنعان أي حراك لوقف الانقسام"، واصفًا أهالي الضفة بـ"المغلوبين على أمرهم".
وأكمل القيادي في "الجهاد": "هناك تدخلات لجهات إقليمية ودولية في شؤون الساحة الفلسطينية، تجعلها أسيرة الوضع الكارثي، فضلًا عن الاحتلال وبعض الدول العربية صاحبة المصلحة في ضعف الجبهة الداخلية للتطبيع والتحالف مع الاحتلال"؛ على حد قوله.