فلسطين أون لاين

الغول لـ"فلسطين": رفض فتح رؤية الفصائل يعوق تقدمها

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

الرؤية تُؤكّد على ما هو جوهريّ في الاتفاقيات الوطنية

المشكلة دائما في آليات تطبيق المبادرات وليس بالتوقيع عليها

إجراء الانتخابات في ظل استمرار الانقسام يفتح على الانفصال

منظمة التحرير بحاجة لإعادة بناء مؤسساتها لتعزيز مكانتها التمثيلية


أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، أنه في ظل موافقة حركة المقاومة الإسلامية حماس على رؤية الفصائل لإنهاء الانقسام، يصبح الموقف الرافض من حركة فتح عائقًا أمام تقدّم الرؤية.

وشدد الغول في حديث مع صحيفة "فلسطين"، على ضرورة "تكثيف الاتصالات مع قيادة حركة فتح، من أجل توضيح حقيقة الرؤية ودوافعها، ثم الاستعداد لمناقشة أي أفكار من شأنها تطوير الرؤية حتى الوصول لقواسم مشتركة تؤدي إلى تطبيقها".

ونبه إلى الاستعداد للنقاش في "أي اعتراضات لحركة فتح أو إضافات بالتالي بلورة الرؤية بمعناها الكامل وتوضع الآليات المتكاملة لتنفيذها".

وقال "واجبنا أن نتعامل بمسؤولية تجاه كل ردود الفعل على الرؤية، لكن في إطار النقاش المسؤول وبذل الجهد المطلوب، من أجل إعادة تصويب أي رؤية خاطئة لها".

وأشار الغول إلى أن جبهته بادرت بتقديم رؤية انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية في استمرار الجهود لإنهاء الانقسام، وجرى نقاشها مع بعض الفصائل وبلورتها ثم تبنتها ثمانية فصائل دون إشراك حركتي حماس وفتح.

والفصائل الثمانية التي أعلنت عن رؤيتها لإنهاء الانقسام بناء على اتفاقات المصالحة الموقعة، هي: حركة الجهاد الإسلامي، والجبهتان الشعبية والديمقراطية، وحزب الشعب، والرؤية الوطنية، و"فدا"، والجبهة الشعبية - القيادة العامة، و"الصاعقة".

وأوضح أن رؤية الفصائل تعكس الرؤية الوطنية للفصائل الفلسطينية المُوقِّعة عليها، مشيراً إلى أن الرؤية لا تخرج عن المضامين التي تضمنتها الاتفاقات الموقعة منذ عام 2005 حتى 2017.

وبيّن أن الرؤية تعيد التأكيد على ما هو جوهري في الاتفاقيات السابقة، لافتا إلى أن "المشكلة" ليست في التوقيع على الرؤية، إنما المشكلة في آليات تطبيقها.

وتابع أن "رؤية الفصائل جاءت إسناداً للجهود المصرية، الذين كما علِمنا يعكفون على إعداد مقاربة سيُقدّمونها لمختلف الأطراف. إضافة إلى أنها تعكس الرؤية الوطنية لكيفية مغادرة الحالة الفلسطينية المتأزّمة والمنقسمة على حالها".

وأكد الغول، أن جبهته ستتابع جهودها مع الفصائل بالاستناد إلى التواصل مع مختلف الأطراف وإشراك الحالة الشعبية في إنهاء الانقسام.

وقال عضو المكتب السياسي "للشعبية": "يجب أن تدعم الرؤية بشكل قوي من المنظمات وقطاعات الشعب فلسطيني في كل الأراضي الفلسطينية، وفلسطينيي الخارج، حتى تكون هناك حالة وطنية شاملة".

وفيما يتعلق بمواصلة الاتصالات مع حركة فتح، وممارسة الضغوط لتبني الرؤية وفتح الطريق أمامها، شدد على ضرورة "وجود إرادة وطنية فلسطينية تنطلق من أنّ استمرار هذا الواقع هو تدمير للقضية الفلسطينية، وقد ألحق أشد الضرر بالشعب الفلسطيني وضاعف معاناته".

وعدّ أن أي جهود خارجية ستبذل ستكون بمنزلة "مساعدة للجهود الفلسطينية" خاصة أنه سبق لأطراف عربية مارست ضغوطاً على الفصائل الفلسطينية ولم تستطع الوصول لنقطة حاسمة، مشددًا على أن أية جهود خارجية لن تُثمر ما لم تتوفر إرادة فلسطينية لإنهاء الانقسام.

وشدد على أن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد للخروج من الوضع الراهن والقدرة على مجابهة مخططات تصفية القضية التي باتت حقيقة جسدتها إجراءات الإدارة الأمريكية سواء في القدس أو الاستيطان أو اللاجئين، تحت ما يُسمى بـ "صفقة القرن".

وأضاف الغول: "المطلوب هو انهاء الانقسام واعادة بناء كل مكونات النظام السياسي الفلسطيني بشكل ديمقراطي رئاسي وتشريعي والوطني حتى تستطيع أن تعكس تمثيلًا لإرادة الشعب، وأن تشكل رافعة للكفاح الوطني الفلسطيني وتحمي حقوق الشعب الفلسطيني".

وطالب بضرورة تحمل المسؤولية الوطنية، وتقديمها على أي مكتسبات فئوية أو حزبية، لحماية القضية الفلسطينية، وتوحيد طاقاته في مواجهة مخططات تصفية القضية.

"ضمانات ناجحة"

وحول إجراء ما أسماها رئيس السلطة محمود عباس "الانتخابات العامة" خلال خطابه الأخير في الأمم المتحدة، استبعد الغول إمكانية إجراء الانتخابات في ظل استمرار حالة الانقسام، متسائلاً "إذا كنا جميعاً قانعين أن كل مكونات النظام السياسي بحاجة إلى تجديد، فلماذا يجري حصر الانتخابات بالتشريعية؟".

وأكد الغول أن إجراء الانتخابات مطلب عادل وحق تضمنته كل الاتفاقات الموقعة، مبينا أن الانتخابات هي السبيل لتداول السلطة، ولتنشيط خلايا المجتمع.

وأضاف "نحن بحاجة إلى تجديد كل مكونات النظام السياسي الفلسطيني، وهذا يتطلّب عقد لقاء قيادي فلسطيني مقرر بغض النظر عن تسميته ليتم من خلاله الاتفاق على اجراء انتخابات بمواعيد محددة، عدا عن المتطلبات السياسية والدستورية لذلك".

وحذر من أن عدم التوافق"من شأنه أن يعمق الاقسام ويؤدي للانفصال"، محذراً من الوصول لهذه المرحلة التي تحقق أهداف الاحتلال.

ودعا الغول، إلى معالجة موضوع الانتخابات في سياق عملية تؤدي إلى إنهاء الانقسام وتطبيق كامل الاتفاقات الموقعة وهذا لا يتأتى الا من خلال لقاء قيادي يقرر ذلك.

وقال الغول، إن إعلان إجراء انتخابات تشريعية أولا على أن يجري الاتفاق على مواعيد لاحقة، "لا يشكّل ضمانات لاستكما باقي الانتخابات".

ورأى أن ما يُشكل الضمانات هو "التوافق الوطني الذي يتبلور في اجتماع قيادي، تبحث فيه الوقائع والاحتمالات والمخاطر الناجمة عن بقاء الحالة الراهنة وكيفية إجراء الانتخاباتـ باعتبارها عملية كفاحية في إطار مواجهة الاحتلال".

وحول تفرد عباس بمنظمة التحرير، أكد أن إصلاح المنظمة وإعادة تفعيل دورها وتعزيز "مكانتها التمثيلية" للشعب الفلسطيني "قضية مركزية" وتسمو على أي قضية أخرى.

وقال: "للأسف مع انشاء السلطة بدأت تتقدم مهام السلطة على المنظمة حتى فيما يتعلق بالتمثيل الرسمي الخارجي وهذا امر بحاجة لتصويب لان السلطة لا تشكل تمثيلاً لكل الفلسطينيين".

وأكد الغول حرص الجبهة الشعبية على استمرار "صفة التمثيل للمنظمة وتعزيزها، من خلال بناء مؤسسات المنظمة على أساس ديمقراطي".

وشدد على أن الضمانة لاستمرار توحيد الشعب الفلسطيني والإمساك بكامل حقوقه، لا يكون إلا من خلال إعادة الاعتبار لدور المنظمة التحرري، وإعادة بناء مؤسساتها وإشراك الجميع فيها.

وفيما يتعلق باتفاقيات السلطة مع الاحتلال واستمرار الأولى بتطبيقها حتى الآن، دعا الغول، السلطة لتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي بهذا الخصوص والفكاك كليا من اتفاق اوسلو واعادة صوغ البرنامج الوطني التحرري والديمقراطي للشعب الفلسطيني، وإدارة الصراع مع العدو بالاستناد إلى هذا البرنامج.