يسترجع الأسير المحرر مصعب الهشلمون، لحظات الإفراج عنه قبل 8 أعوام، يوم أن كسرت المقاومة قيده برفقة 1027 أسيرا وأسيرة بموجب صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي 18 أكتوبر 2011م.
وحكم الاحتلال على الهشلمون سابقا بالسجن المؤبد لمدة 17 مرة، بعد اتهامه بالتخطيط الكامل وقيادة عملية الثأر للشيخ أحمد ياسين، عملية "بئر السبع" المزدوجة التي نفذها الاستشهادي أحمد القواسمة عام 2004، وأسفرت عن مقتل 17 جنديا إسرائيليا.
ووافق، أمس، 18 أكتوبر/ تشرين أول، الذكرى الثامنة لصفقة "وفاء الأحرار"، التي تعد واحدة من أضخم عمليات تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية، والاحتلال الإسرائيلي، التي تجري على مدار تاريخ الصراع مع الاحتلال.
وأفرجت المقاومة عن 1047 أسيرا وأسيرة عبر دفعات، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
ووجه المحرر الهشلمون التحية إلى المقاومة الفلسطينية، التي أوفت بوعدها له ولكل الأسرى في سجون الاحتلال، مستذكرا لحظات الفرحة الأولى التي خرج منها من الأسر وأبعد إلى قطاع غزة "هذه فرحة ذهبية ستتكرر مع الأسرى داخل السجون".
ورغم أن السلطة الفلسطينية، قطعت راتب الهشلمون بعد 6 أشهر من الإفراج عنه، إلا أنه حقق كزملائه المحررين عددا من الإنجازات في حياتهم التي حرمهم الاحتلال من تحقيقها، إذ أنهى دراسته الجامعية في الشريعة الإسلامية وماجستير التاريخ، وتزوج وأنجب 4 أطفال قائلاً: "حياتنا بعد الحرية من السجون تغيرت تغيراً جذرياً".
وقال لـصحيفة "فلسطين": "صفقة وفاء الأحرار رفعت رؤوس الفلسطينيين داخل وخارج فلسطين، والمقاومة ستحقق الحرية للأسرى كما حققتها لنا، بصفقة مشرفة ترفع الرؤوس مرة أخرى".
ووجه المحرر المقيم في غزة تحيته إلى الأسرى في سجون الاحتلال والمحررين الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم في الضفة الغربية، مؤكداً أنهم تحملوا عبء الصفقة وعدم التزام الاحتلال بشروطها.
الفرحة التي غمرت قلب المحرر الهشلمون لم تختلف كثيراً عن الفرحة التي يعيشها منذ 8 سنوات الأسير المحرر سعيد بشارات، والذي بدأ في دراسة الدكتوراة في الدراسات الإسرائيلية بجامعة طرابلس اللبنانية.
وقال بشارات لصحيفة "فلسطين": "المقاومة حققت وعدها لنا، وستحقق نفس الوعد للأسرى داخل السجون"، متوقعا أن يتحرك ملف الأسرى الجنود لدى المقاومة حال تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.
وأكد بشارات أن فصائل المقاومة هي الخط الأول للدفاع عن فلسطين، مضيفا: "قطاع غزة يتعرض لضغط شديد بفعل مواقفه من القضايا الوطنية ودفاعه عن المقاومة والأسرى".
وتابع: "المقاومة هي العنصر القادر على ضبط البوصلة الفلسطينية الحقيقية تجاه الحفاظ على الثوابت الفلسطينية في ظل حالة التراجع السياسي الفلسطيني"، متهماً رئيس السلطة محمود عباس بـ "طعنه الأسرى والقضية الفلسطينية طعنات مختلفة".
وقال: "عباس أضاع القضية الفلسطينية، وزاد في ذلك بمحاربة الأسرى وقطع رواتبهم وكل من يرفع شعار المقاومة".
وتابع: "أكثر الخناجر التي طعنت الأسرى ودمرت الحركة الأسيرة وعاثت في الأسرى وأحبطتهم هو خنجر عباس".
من جهته، وصف الأسير المحرر فؤاد الرازم صفقة "وفاء الأحرار" بالعرس الوطني الفلسطيني، بعد رفض الاحتلال الإفراج عن أسرى المؤبدات وأصحاب العمليات الفدائية أثناء "المفاوضات الهزلية" مع السلطة الفلسطينية.
وقال الرازم لصحيفة "فلسطين": "المقاومة أرغمت أنف الاحتلال في التراب، وجسدت الوحدة الجغرافية لفلسطين بالإفراج عن أسرى من كل المناطق الفلسطينية وأسرى من دول عربية"، مؤكدا على بقاء قوة وجهد المقاومة لتحرير الأسرى.
وندد الرازم باستمرار قطع السلطة رواتب الأسرى في سجون الاحتلال والمحررين منهم، بسبب انتمائهم السياسي وتقارير كيدية، مطالبا بضرورة عدم المساس برمزية الأسرى والحفاظ على حقوقهم.