قائمة الموقع

​لماذا لا يصارحك ابنك بخطئه؟

2019-10-18T08:10:18+03:00

تشتكين أنك تعرفين أخبار ابنك من أصدقائه؟، حينما يواجه مشكلة أو يرتكب خطأ ما يلجأ إلى أشخاص خارج البيت؟، تتساءلين لماذا ابنك كتوم ولا يشركك في أي تفاصيل من حياته اليومية؟

إذا عثرتِ على أجوبة عن هذه الأسئلة فستكونين وجدت نصف الحل، أما النصف الآخر فيكمن في طريقة تعاملك مع طفلك.

ويتعلق بهذه الطريقة هل الأم بحثت عن سبب عدم مصارحته لها، وراجعت علاقتها بطفلها، فضلًا عن أن تكون نجحت في بناء جسر الثقة بينهما أم لا؟

ويقول الاختصاصي النفسي زهير ملاخة: "إن معاملة الأم لأطفالها تكون قائمة على الأمان وتوجيههم والاستماع إليهم وتحسس أخبارهم، إلى جانب الهدوء وتمالك الأعصاب عند بوحهم بارتكابهم خطأ، وتحاشي الصراخ والشتم، واستخدام العنف اللفظي".

ويوضح ملاخة لصحيفة "فلسطين" أن على الأم تحويل الخطأ الذي قد يكون ابنها ارتكبه إلى خبرة حتى لا يكرره مرة ثانية، ويستفيد منه، ويبني علاقة مبنية على الحوار معها، ما يدفعه لاحقًا إلى اللجوء إليها، إذا تلقى تهديدًا من الخارج أو فعل أمرًا خطأ.

وينصح الأم باستيعاب الطفل لحظة اعترافه بخطأ ما، وتعزيز كل ما هو إيجابي لديه، وتحويل مشاعر القلق إلى طمأنينة.

"الطفل هو إنسان حديث النشأة والاحتكاك والاطلاع في هذه الحياة، ويتعلم من طريق التجربة والخطأ وتوجيه الآخرين له، فالسلوك الخطأ وارد والتأثر به أمر وارد وطبيعي" يتابع ملاخة حديثه.

وبهذا المعنى إن الطفل لا يمتلك الخبرة الكافية التي تتمتع بها أمه، لذا يتعين عليها ألا تعامله كإنسان راشد.

وتبرز أهمية قصوى هنا –وفق قول ملاخة- للاستيعاب والنصح والمراجعة، والتحفيز والتعزيز الإيجابي عند التعامل مع مشكلة الابن، ولكن إذا تكرر السلوك الخطأ مع النمو العمري؛ فبالتدرج يجب استخدام أساليب كالحرمان من المكافأة، حتى الوصول حلًّا أخيرًا إلى العقاب البدني وفقًا للمثل الشعبي: آخر العلاج الكي".

ويحذر ملاخة من استخدام العقاب أسلوبًا أوليًّا في التعامل مع مصارحة الابن أمه بخطئه، لأنه يولد كراهية لها، وقد يصاب بمشكلة نفسية مثل الانطواء والتأخر الدراسي، ويمكن أن يتعمد تكرار الخطأ لإغاظتها، وسيفقد الثقة بها، وعليه لن يسر إليها بأي أمر.

وبناء الثقة مع الطفل يبدأ منذ اللحظات الأولى لولادته حتى سن شهرين، إذ يوضح الاختصاصي النفسي أن الطفل يحتاج إلى حاضنة عاطفية، ولاحقًا إلى السؤال والإجابة والاستكشاف، وفي حال عانى الزجر، والمنع، والإهمال واستخدام التسلط، وفرض القرارات عليه دون الاستماع له، وعدم منحه الفرصة للاختيار والتقرير؛ يشعر بالجفاف العاطفي التدريجي.

ويذكر ملاخة أن العنف مع الطفل يدفعه إلى رفض مرافقة والدته في الزيارات العائلية، وتنفيذ الأوامر خوفًا منها لا حبًّا.

لذا إن النصف الآخر من "العلاج" بعد الإجابة عن الأسئلة السالفة الذكر يكمن في إعطائه الأمان، وبناء الثقة التي قد تكون مفقودة بين الأم وطفلها.

ويلخص خبراء علم نفس واجتماع خطوات بناء صداقة بين الأم وطفلها في أن ترسي قواعد أساسية لتنظيم الحياة اليومية، وانتهاج الاحترام، ومنحه حرية الاختيار، وتخصيص وقت للاستماع إلى مشاكله، وتجنب الصراخ، والتعبير عن الحب له، وعدم إفشاء سره.

اخبار ذات صلة