تواصل طواقم وفرق الدفاع المدني الفلسطيني العاملة في المخيمات الفلسطينية العمل إلى جانب نظيرتها اللبنانية لمكافحة إخماد الحرائق المنتشرة في بعض المناطق لليوم الرابع على التوالي.
وشاركت مؤسسات فلسطينية ميدانيا في إطفاء الحرائق التي تشهدها لبنان، إلى جانب إسعاف وإيواء المصابين من المواطنين اللبنانيين.
وبادرت سيارات الدفاع المدني المتواجد في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في برج الشمالي، وشاتيلا، وبرج البراجنة، وعين الحلوة تجاه مناطق الحرائق، إلى مساندة الدفاع المدني اللبناني في عمليات إخماد الحرائق والسيطرة عليها.
كما تدخلت فرق إسعافية فلسطينية ممثلة بجمعية الشفاء الطبية الفلسطينية، إلى جانب فرق الدفاع المدني لعلاج المصابين ميدانيًا.
وقال مسؤول فرق الإطفاء الفلسطيني في الدفاع المدني، تامر الخطيب: إن الفرق في المخيمات تحركت من واقع المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقها.
وأشار الخطيب في تصريح لصحيفة "فلسطين"، إلى أن النيران وصلت لمناطق سكنية، ومنطقة تعرف بـ"الدعمور" في بيروت والقريبة من أحد مصانع البلاستيك، مما استدعى ضرورة مؤازرة فرق الدفاع المدني اللبناني.
كما شارك عدد من قادة مفوضية صيدا في جمعية كشافة ومرشدات الإسراء الفلسطينية في تقديم الدعم والإغاثة للأهالي المتضررين بالمناطق التي تعرضت للحرائق.
وعدّ المفوض الإداري للجمعية محمد جمعة أثناء مشاركته إلى جانب عشرات القادة، هذه المبادرة "تعبيرًا صادقًا للإخوة التي تربط الشعب الفلسطيني بالشعب اللبناني، ولقيم الحركة الكشفية في إغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج".
واجتاحت سلسلة من الحرائق الواسعة عددًا من المناطق اللبنانية، ولا سيما في نطاق محافظة جبل لبنان، حيث أتت على مساحات كبيرة من الغابات والمزروعات والأشجار.
وتدخلت طائرات مروحية تابعة للقوات المسلحة اللبنانية بشكل متواصل لإخماد الحرائق، كما استعان المواطنون بصهاريج المياه وكذلك مياه حمامات السباحة في المنازل الكبيرة، في إطار محاولاتهم لمساعدة قوات الدفاع المدني.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية لحركة حماس بالخارج، رأفت مرة: مشاركة فرق الدفاع المدني الفلسطيني في لبنان بإطفاء الحرائق التي اندلعت في عدة مناطق بلبنان "عمل إنساني رائع".
وأكد مرة لصحيفة "فلسطين"، أن هذه المشاركة تؤكد محبة الفلسطينيين لأشقائهم اللبنانيين ووحدة المصير وعمق العلاقات المشتركة، معربا عن أمله بنجاح عملية إطفاء الحرائق بشكل سريع.
وأصدرت حركة حماس بيانا وصل "فلسطين" نسخة عنه أكدت فيه، أن مشاركة الفلسطينيين بإطفاء الحرائق دليل على الإخوّة الفلسطينية اللبنانية الراسخة.
وحيت حماس في بيانها الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية في لبنان التي بادرت إلى محاولة إطفاء الحرائق جنبًا إلى جنب مع أشقائهم اللبنانيين.
وشددت على أن ما جرى "يعيدنا إلى مواقف وتضحيات مشتركة للشعبين، خصوصًا عند تعرّض لبنان لاعتداء أو ملمّات"، مضيفة "نظرًا للتاريخ والثقافة واللغة والعاطفة المشتركة، فإن الفلسطينيين في لبنان معنيون بسلامة وازدهار لبنان وشعبه، وحريصون على أن لا يصيبه مكروه".
وأشارت إلى أن "هذا الشعور الإنساني النبيل كان مصاحبًا للجمعيات الفلسطينية التي جاءت من المخيمات والتجمعات الفلسطينية وأكدت على هذه المعاني السامية".
وأضافت: "إننا في حركة حماس ندعو الله أن يساعد لبنان على تجاوز هذه المحنة، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحمي لبنان وشعبه من الأذى، وأن يحفظ الأخوة الفلسطينية اللبنانية".