"لن أغادر مؤسسة رعاية الأسر والشهداء والجرحى، وسأنام هنا على الأرض برفقة أهالي الشهداء، وبدأت إضرابا مفتوحا عن الطعام".. بهذه الكلمات بدأ أبو محمد بكر، والد ثلاثة شهداء ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، حديثه، عن سبب اعتصامهم داخل المؤسسة التابعة لمنظمة التحرير.
يضيف بكر في حديثه لصحيفة "فلسطين" والحسرة تسيطر عليه: "أولادي الثلاثة استشهدوا، وابن أخي شهيد، و4 أبناء لي أصيبوا في قصف استهدفهم على شاطئ بحر مدينة غزة، ومنذ 6 سنوات لم نحصل على حقوقنا".
ولفت إلى أنه بدأ إضرابا مفتوحا عن الطعام، واعتصاما داخل مؤسسة الشهداء والجرحى بمدينة غزة، برفقة عدد من أهالي الشهداء، مؤكدا "لن نترك هذا المكان حتى يتم حل قضيتنا وصرف مستحقاتنا المالية التي هي حق وليست منة من أحد".
وشدد على أن أهالي الشهداء "يجب تكريمهم، وعدم إهانتهم بتركهم دون مستحقاتهم المالية منذ 2014".
ويُعد عدم صرف رواتب الشهداء، مخالفة للمادة 22 من القانون الأساسي التي نصت على رعاية أسر الشهداء والأسرى، ورعاية الجرحى والمتضررين والمعاقين، وتكفل السلطة لهم بخدمات التعليم والتأمين الصحي والاجتماعي.
أما أم علي لقمان، والدة ثلاثة شهداء، فبدأت الاعتصام والإضراب عن الطعام داخل المؤسسة التابعة لمنظمة التحرير، تقول إن رئيس السلطة محمود عباس قال إنه سيتم صرف رواتب أهالي الشهداء بعد إعادة الاحتلال أموال "المقاصة"، وقد عادت ونحن لم نحصل على حقوقنا وحقوق أولادنا الشهداء.
وتضيف أم علي بنبرة غضب لـ"فلسطين": "كان عباس دائماً يقول لن نسمح بخصم أو منع الرواتب عن الشهداء، ولو بقي لدينا قرش واحد سنصرفه على الشهداء والأسرى وعائلاتهم، لكننا منذ 2014 بلا حقوق".
وأكدت أنها ستواصل الاعتصام والمبيت داخل مقر مؤسسة الشهداء والجرحى، حتى يتم الإيفاء بحقوقهم، كم وعدتهم السلطة.
وفي زاوية أخرى من مكتب مؤسسة الشهداء والجرحى، تفترش زوجة الشهيد إسماعيل قاسم، الأرض، وتصدح بهتافات تطالب بصرف مستحقاتهم، والتوقف عن إذلال أهالي الشهداء.
تقول زوجة قاسم لـ"فسطين": "زوجي هو المعيل الوحيد لأسرتي المكونة من 10 أشخاص، واستشهد خلال عدوان 2014، وبعده ليس هناك من يصرف على أبنائي، وكان أملنا في إيجاد مخصص شهري كباقي الشهداء".
وتوضح أن السلطة لم تكتفِ بعدم تخصيص راتب لأبناء الشهيد، بل عملت على تقليص مخصص الشؤون الاجتماعية الذي يتلقونه كل ثلاثة أشهر، من 1800 إلى 750 شيقلا.
وتتساءل باستغراب: "لماذا يفعلون هكذا بأهالي الشهداء، أليس من حقهم الرعاية وعدم المساس بكرامتهم، وتوفير مخصص مالي شهريا لهم كأبسط حقوقهم؟".
بدوره، أكد المتحدث باسم اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء علاء البراوي، أن العشرات من أهالي شهداء عدوان 2014، قرروا أمس، الدخول في اعتصام مفتوح داخل مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى؛ احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم منذ انتهاء العدوان، وعدم وجود أي وعودات لإنهاء أزمتهم.
وأكد البراوي لـ"فلسطين" أن أهالي الشهداء تجمعوا داخل مكتب رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، انتصار الوزير، وقرروا خوض اعتصام حتى تحقيق مطالبهم بصرف مستحقاتهم.