قائمة الموقع

​الأرض.. تحرثها عجولها

2019-10-14T19:18:09+03:00

قد يستخف ويقلل البعض من حجة وقوة تأثير المقاطعة على الاحتلال؛ ولكن بالنظر لحجم ردة الفعل من قبل الاحتلال، والخسائر قد يصوب نظرته للأمر.

صحيح أن الاحتلال يتحكم في مفاصل كثيرة ومعقدة ومتشعبة في حياة الشعب الفلسطيني بفعل قوته المحتلة، لكنه في المحصلة لا يعتبر قدر الشعب الفلسطيني.

قيس سعيد الفائز بانتخابات الرئاسة في تونس أثلج صدر الشعب العربي والفلسطيني وهو يعتبر التطبيع والتعامل مع الاحتلال خيانة عظمى في تصريح مباشر له على الفضائيات، وتناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطيني بكثرة.

سارع رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطيني لإبراز تهديدات "المنسق" بوقف إدخال المنتجات الزراعية من الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة عام 48، في حال إصرار السلطة الفلسطينية على مواصلة منع إدخال العجول من الاحتلال للضفة.

فعل وقرار صحيح، يصب في مقاطعة منتجات الاحتلال والمستوطنين أيًّا كانت، فأصل العلاقة مع الاحتلال هو رفضه ولفظه وليس التعايش معه، وهذا لا ينفي القول إن قرار استيراد آلاف أطنان من ثمار الزيتون هو قرار خاطئ، ولا يصح الخجل من القول للمحسن: أحسنت وللمخطئ: أخطأت.

الحديث عن عدم وجود بنية تحتية قوية للاقتصاد الفلسطيني لا يبرر التعامل مع منتجات الاحتلال، حتى لو كانت في حالات اضطرارية، فمن يريد الحرية لا يهمه الثمن على أن يكون الثمن مدروسًا ومخططًا له بشكل جيد وليس تضحيات مجانية غير مدروسة.

بعيدًا عن المناكفات وحالات الشد والشحن المؤسفة في حالتنا الفلسطينية، فكل خطوة تزعج وتقلق الاحتلال هي مطلوبة، ولا يصح النظر للثمن المطلوب، فالثمن يقدره قادة الشعب الفلسطيني، وهم يحملون أمانة غالية، فإن أحسنوا السباحة وسط الأمواج العاتية، فحتمًا سيقودون السفينة إلى بر الأمان.

مقاطعة الاحتلال داخليًّا وخارجيًّا وفي مختلف المجالات الاقتصادية وغيرها هو واجب إنساني ووطني وإسلامي؛ يمليه عليه كل من عنده ضمير حي ونقي، سواء كان فلسطينيًّا أو غير ذلك؛ لكون دولة الاحتلال هي دولة قائمة على الظلم بحق الشعب الفلسطيني، احتلت أراضيه وشردته وطردته في منافي الأرض بغير وجه حق.

لا ننسى أن المواجهة والمقاطعة الاقتصادية أيضًا؛ مارسها الاحتلال بحق منتجات فلسطينية حيث منعت من الوصول إلى الأسواق في القدس المحتلة ومدننا المحتلة في الداخل، بهدف محاربة المنتجات الفلسطينية، لإجبارهم على التعامل مع المنتجات الإسرائيلية.

المطلوب دومًا دعم ومد قرارات وحركات المقاطعة على مختلف مشاربها وأنواعها؛ بكل أسباب القوة حتى إنهاء الاحتلال الظالم.

تفكر معي كيف أن دولة الاحتلال المسكونة بالهواجس والخوف على مستقبلها؛ والتي تحسب كل صيحة عليها؛ ولشدة ضعفها برغم قوتها الظاهرة؛ راحت تصنف (BDS)؛ كخطر إستراتيجي على وجودها؛ وسببت لها الهلع والخشية على زوالها من الوجود.

من غير المعقول أن تكون ثقافة الهزيمة قد تغلغلت في صدور البعض؛ ولا يجوز أن تكون مقاطعة المحتل متدنية لدى شعب أرضه محتلة؛ بحيث لا يعلمون أن إلحاق الضرر كان صغيرًا أم كبيرًا بالشعب هو خيانة وإثم عظيم، وهل هناك أعظم جرما وخيانة من دعم المحتل، عبر شراء منتجاته، وقبول التعايش معه وكأنه جزء أصيل من مكونات المنطقة العربية والإسلامية.

--

اخبار ذات صلة