حذر الناطق باسم جمعية "واعد" للأسرى والمحررين منتصر الناعوق، من الخطر المحدق بالأسرى الإداريين المضربين عن الطعام، مشيرًا إلى أن الأسير إسماعيل علي (30 عامًا) من بلدة أبو ديس شرقي مدينة القدس بات في وضع صحي صعب وخطير.
وقال الناعوق لصحيفة "فلسطين"، أمس: إن عضلة القلب لدى الأسير علي تعمل حاليًّا بنسبة 25%، مشيرًا إلى أن الأسير الشهيد بسام السايح استشهد بعدما وصلت كفاءة عضلة القلب لديه إلى نحو 15% وهي نسبة مقاربة للأسير علي.
وأوضح أن الأسير علي يواجه أوضاعًا صحية سيئة للغاية، وذلك بعد مضي 82 يومًا على إضرابه المفتوح عن الطعام، حيث يعاني الأسير حاليًّا هبوطًا حادًّا في دقات القلب التي وصلت نسبتها إلى 25%، كما أنه يشتكي من هزال وأوجاع مزمنة في كل أنحاء جسده، ولا يستطيع تحريك يديه وقدميه ويستخدم الكرسي المتحرك للتنقل، وخسر من وزنه أكثر من 20 كغم.
وأوضح أن الأسير علي نُقل في وقت سابق إلى مشفى "كبلان" الإسرائيلي، على إثر تدهور حاد على وضعه الصحي، وخلال الأسبوع الماضي جرى نقله إلى "عزل نتيسان الرملة" حيث يقبع الآن.
ولفت إلى أن إدارة معتقلات الاحتلال تعمد تنفيذ سلسلة إجراءات تنكيل بحقه لكسر إضرابه، وذلك من خلال عزله في زنزانة انفرادية تفتقر لأدنى مقومات الحياة الآدمية، وتكبيل قدميه ويديه بحجة أن الأسير يشكل "خطرًا"، إضافة إلى تفتيشه بشكل متكرر.
وأوضح أن خمسة أسرى آخرين يواصلون معركة الأمعاء الخاوية رفضًا لاعتقالهم الإداري وهم كل من: الأسير أحمد غنام ومضرب عن الطعام منذ 92 يومًا، والشيخ طارق قعدان والذي يواصل إضرابه عن الطعام منذ 75 يومًا على التوالي، والأسير أحمد زهران ومضرب عن الطعام منذ 22 يومًا، والأسيرة الأردنية هبة اللبدي والتي تواصل إضرابها لليوم 20 تواليًا، والأسير مصعب الهندي ويخوض إضرابه كذلك منذ 20 يومًا.
وأكد الناعوق أن الأوضاع الصعبة للأسرى تدفع للاعتقاد بأنهم في محل خطر شديد وتوقعات بتدهور حالتهم الصحية، وخاصة الأسيرين علي وغنام اللذين لا يستطيعان الوقوف على أقدامهما من الإعياء والمرض.
وأضاف: "نحن بالتأكيد لا نتمنى أن يحدث أي مكروه للأسرى ولكن نحذر من وقوع الأسوأ في ظل استمرار الاحتلال في التعنت مع الأسرى، وعلى ضوء ما حدث مع الأسير الشهيد بسام السايح مسبقًا".
وشدد على وجوب أن تتحرك المؤسسات الحقوقية والدولية للتدخل بشكل عاجل وفوري من أجل كف يد الاحتلال عن الأسرى وخاصة المضربين والإداريين منهم، ومن أجل إنهاء سياسة الاعتقال الإداري.
وذكر أن الأسيرة اللبدي ما تزال مستمرة في إضرابها عن الطعام وهي معزولة حاليًّا في عزل سجن الجلمة، محذرًا من أن احتجازها في العزل مع سجينات جنائيات يزيد من المخاطر المحدقة بها من جراء إمكانية أن تقوم السجينات الجنائيات بالتعدي عليها أو إيذائها.
وقال الناعوق إنه من غير المقبول فهم حالة الصمت الرسمي الأردني على معاناة الأسيرة اللبدي، داعيًا إلى تحرك أردني شعبي ورسمي للضغط على الاحتلال من أجل إخراجها من السجن وإنهاء معاناتها.
وكشف الناعوق أنه خلال شهر واحد تم توثيق إصدار أكثر من 100 حكم بالاعتقال الإداري سواء كان حكمًا جديدًا أو تجديدًا لحكم سابق وهي سابقة لم تحدث مع قبل في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.
وأوضح أنه خلال الوقت الحالي فإنه يقبع داخل سجون الاحتلال نحو 450 معتقلًا محكومين بأحكام إدارية تتجدد تلقائيًّا في حال انتهائها، لافتًا إلى أنهم يعانون كثيرًا من جراء طبيعة الاعتقال الإداري الذي يمنع الأسير من توكيل محامٍ له أو إطلاعه على تفاصيل القضية التي يتم الحكم عليه بسببها.
ختم الناعوق حديثة قائلًا: إن الاحتلال يستخدم الاعتقال الإداري من أجل احتجاز أكبر عدد من الفلسطينيين تحت ذريعة وجود ملف سري ضد الأسير، مضيفًا أنه في الغالب فإن الملف وهمي وغير موجود لأن مخابرات الاحتلال ترفض إطلاع الأسير أو ذويه على طبيعة التهم الموجهة إليه.