أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني غزة إياد البزم أن مكافحة التخابر مع الاحتلال هي عملية تكاملية بين العمل الأمني والوعي المجتمعي، الأمر الذي أثر على الاحتلال وبات يُواجه صعوبة كبيرة في إسقاط العملاء.
وقال البزم في مقابلة متلفزة لقناة "الجزيرة مباشر" أمس: "إن الاحتلال يستميت في محاولة النفاذ لمجتمعنا الفلسطيني في ظل وجود حالة رفض مجتمعي إضافة للعمل الأمني الذي نقوم به".
وأشار البزم إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف عن عملية جمع المعلومات عن مجتمعنا الفلسطيني بشكل عام وعن المقاومة الفلسطينية بشكل خاص.
وأضاف: "وزارة الداخلية بكافة أجهزتها الأمنية تسعى دائماً للتصدي لهذه العمليات وتحصين الجبهة الداخلية الفلسطينية وحماية ظهر المقاومة مما يقوم به الاحتلال، وبالتالي هذا هدف دائم لوزارة الداخلية ونواصل العمل منذ سنوات طويلة".
ولفت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تقدماً كبيراً في مواجهة التخابر مع الاحتلال ومواجهة العملاء على الأرض، واستطاعت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة من تحجيم دور العملاء وتوجيه ضربات أمنية قوية لهم.
وتابع: "بات الاحتلال يشعر بأن هناك عجزا في تحقيق أهدافه من خلال العملاء بعد العمل الأمني الكبير الذي تقوم به الأجهزة الأمنية، وظهر ذلك جلياً في العدوان الإسرائيلي عام 2014، وما بعد ذلك في أوقات التصعيد على غزة، بعجزه عن الوصول إلى أهداف حقيقية داخل القطاع، ما يدفعه لارتكاب الجرائم ضد المدنيين وقصف المنشآت المدنية لأبناء شعبنا".
وأكد المتحدث باسم الداخلية أن أجهزة مخابرات الاحتلال لجأت إلى وسائل جديدة في الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص، نتيجة حالة العجز والعمى التي وصل إليها.
وأضاف: "استخدم الاحتلال العديد من الوسائل خلال الفترة الماضية، وتركزت هذه الوسائل بالأساس على ممارسة عملية الخداع والتضليل بالدرجة الأولى، وأصبح الاحتلال من خلال هذا الأمر يحاول جمع المعلومات بنوع من البساطة والسهولة، لكن في النهاية يُريد أن يصل للمعلومات بعد الصعوبة التي بات يُواجهها على الأرض".
عمل مستمر
وفي هذا الصدد، أكد البزم أن النشاط الأمني في وزارة الداخلية "لا يتوقف وهناك عمل مستمر على مدار الساعة في هذا الملف لأهميته وحساسيته".
ونوه إلى أن الأجهزة الأمنية تُطور عملها بشكل دائم ومستمر، وتُقيم كل مرحلة تقوم بالعمل فيها، مستطرداً "من خلال هذا العمل نصل لاستخلاصات وملاحظات نتحرك بناءً عليها على الأرض".
وفيما يتعلق بحملة مواجهة التخابر مع الاحتلال، أوضح البزم أن هذه الحملة هي نتاج لعمليات تحقيق قديمة وحديثة، قامت بها الأجهزة الأمنية ولنشاط تم رصده من قبل الاحتلال بشكل محموم.
ولفت إلى أن العامين الأخيرين شهدا تضاعف هذا النشاط بشكل كبير، مضيفاً "هناك عمليات بشكل مكثف يقوم بها الاحتلال واتصالات كثيرة يُجريها مع المواطنين وينتحل صفات متعددة، منها "مؤسسات طبية، وجمعيات خيرية، ومراكز رياضية، ومساعدات طلابية"، في محاولة للوصول إلى المعلومات بالتدريج وخداع المواطنين".
استدراج المواطنين
ونبَّه المتحدث باسم الداخلية إلى أن الاحتلال أنشأ مؤخراً عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بعناوين مختلفة، في محاولة منه لاستدراج المواطنين من خلال بعض المنشورات، والإدلاء بالآراء والمعلومات وخاصة في أوقات التصعيد.
وتابع: "إدراكاً منا لخطورة هذا الأمر كان لا بُد أن نقوم بهذه التوعية لأبناء شعبنا وفضح الأساليب التي يقوم بها الاحتلال".
وأشار إلى أن أي إنسان في قطاع غزة بات مُعرضاً لعمليات الاستهداف الإسرائيلي من أي شريحة أو أي فئة من أبناء شعبنا، "سواء المرضى أو التجار أو الصحفيون أو الطلبة، مستدركاً "كل الشرائح أصبحت معرضة للاستهداف وما عرضناه هي نماذج فقط ولدينا نماذج كثيرة أخرى".
وشدد البزم على أن شعبنا الفلسطيني يرفض العملاء ويلفظ هذه الآفة، وأن هناك حالة رفض مجتمعي بشكل كامل لهذا السلوك، وعملاء الاحتلال في مجتمعنا الفلسطيني "قلة وشرذمة" ولا توجد لهم حاضنة في غزة.