قال رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر: إن المسجد الأقصى المبارك يشهد تغيرًا حقيقيًّا هذا العام لصالح المستوطنين وجماعات "الهيكل" المزعوم، واصفًا في الوقت ذاته، هذا التغير بـ"الخطير".
وأضاف خاطر في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، أمس، أن "علاقة المستوطنين بالأقصى تزداد قوة نتيجة خطة إسرائيلية وخطوات تراكمية خلال السنوات السابقة".
واستدل بتصريح وزير داخلية الاحتلال الإسرائيلي جلعاد أردان، بأن حكومته ترصد أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى، وقال: "عند وصولهم لمستوى معين (لم يُفصح عنه) سنفتح لهم الأقصى على مصراعيه".
وبحسب أردان وصل أعداد المقتحمين للأقصى عام 2015 لـ 10 آلاف مستوطن، و15 ألف مستوطن عام 2016، في حين وصل أعدادها خلال عام 2017 نحو 24 ألف مستوطن، أما في 2018 فقد وصل عددهم لـ35 ألف مستوطن.
وتوقع أردان أن يرتفع أعداد المقتحمين العام الجاري.
وأشار خاطر إلى أن الجماعات والمنظمات اليهودية تعمل بشكل جاد وممنهج من أجل تغيير الوضع القائم في الأقصى على غرار المسجد الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح أن مخططات الاحتلال حول الأقصى "أضحت معلنة"، في المقابل "ليس هناك أي ردود رسمية لا فلسطينية ولا عربية ولا دولية على تلك الخطط المكشوفة في القدس والأقصى".
وأبدى أسفه لتزايد أعداد المستوطنين المقتحمين لباحات المسجد، في حين أن "أعداد المسلمين لا يزيد بل يتناقص" وفق قوله.
وشدد رئيس مركز القدس الدولي على ضرورة مواجهة المخططات الإسرائيلية بـ"صناعة الواقع عبر تضافر جهود العلماء والسياسيين لحماية الأقصى، وحث المسلمين على شد الرحال إليه بشكل متواصل وإعادة النظر في الفتاوى التي تمنع المسلمين من دخوله عبر بوابة (إسرائيل)".
ونبه إلى محاولات (إسرائيل) لقطع علاقات المسلمين بالمسجد الأقصى ولا سيما الأتراك "الذين يُعتبرون أكثر جالية إسلامية تؤم المسجد".
صمت العلماء
وقال خاطر: "في ظل الصمت الذي يخيم على علماء المسلمين فإن الحاخامات اليهود اجتازوا الخطوط الحمراء وحشدوا أعدادًا مهولة من المستوطنين لاقتحام الأقصى".
ولفت إلى اقتحام نحو 100 ألف حاخام لباحة حائط البراق (الجزء الشرقي للمسجد الأقصى) الأسبوع الماضي؛ للاحتفال بالأعياد اليهودية.
وخاطب علماء المسلمين قائلا: "أين أنتم من تلك الحشود الهائلة للمستوطنين؟ هل تنتظرون أن يصبح الأقصى مثل الحرم الإبراهيمي يؤمه عشرات آلاف المستوطنين في الأعياد؟".
وأكد أن المطلوب من العلماء مواقف وفتاوى تربط المسلمين بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفيين.
وحذر الباحث في شؤون القدس من خطورة الأوضاع الميدانية المتسارعة في القدس والأقصى، لا سيما أن المستوطنين يركزون على أدواء طقوسهم التملودية قبالة باب الرحمة؛ وذلك في إشارة لسعيهم لفتح الباب المغلق منذ عهد صلاح الدين الأيوبي وجعله مكانًا لأداء طقوسهم كما فعلوا في حائط البراق.
وحذر خاطر مجددًا أن "فتح الباب المذكور يعني إحكام السيطرة اليهودية على المسجد الأقصى من ثلاث جهات شرقًا وغربًا وجنوبًا".