من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقليل من الحزن بين فترة وأخرى، بسبب الأوضاع المحيطة والقاسية التي يمكن أن يمر بها خلال روتين حياته اليومية، والطبيعي أن ينتهي هذا الحزن سريعاً مع مرور الوقت، ولا يؤثر سلباً على بقية حياته.
وُيعرف الاكتئاب أن يشعر الإنسان بالضيق، وعدم الفرح والسرور، ويستمر لمدة طويلة ينعكس على سلوكيات الشخص وعدم المشاركة مع الاخرين، ويمنع الشخص من أداء وظيفته سواء بالعمل أو بالبيت أو بالمدرسة.
ويختلف الاكتئاب عن التقلبات المزاجية العادية والانفعالات العاطفية التي لا تدوم طويلاً.
ويقول الدكتور جميل الطهراوي أستاذ الصحة النفسية في الجامعة الاسلامية بغزة، إن الاكتئاب حالة صحية خطيرة، وهو أحد العوامل المهددة بالانتحار.
ويضيف الطهراوي خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن حالات الاكتئاب تزيد لدى الشعب الفلسطيني بسبب الحصار والوضع الاقتصادي القاسي التي يمر به.
ولفت إلى أن حالات الاكتئاب أيضا بالأكثر تزيد عند الاناث، وخاصة عند المرأة الحامل بعد الولادة، مشيراً إلى وجود دور كبير للأهل والأصدقاء في نفسية الشخص واكتئابه.
وذكر أن الاكتئاب بين الزوجين قد يؤدي إلى مشاكل تصل إلى الطلاق.
وبيّن أن الاكتئاب يؤثر على الجميع ولكن هناك درجات مختلفة والفرق بالدرجة وليس بالنوع لأسباب معينة فترة من يوم أو يومين.
وبناء على الأعراض وشدتها، يتم تصنيف درجات الاكتئاب باعتبارها طفيفة، أو متوسطة، أو حادة، وفق الطهراوي.
واستعرض أبرز الأعراض التي تظهر على المصابين بالاكتئاب، مثل فقدان الشهية، وعدم التركيز، والنوم لفترات كثيرة، وعدم الثقة بالنفس، والشعور باليأس.
وأشار إلى أن الاكتئاب قد يؤدي إلى الانتحار في أسوأ الحالات، أو إدمان الشخص على المخدرات والأشياء الأخرى.
وأوضح الطهراوي أن بعض المرضى يحتاجون لجلسات علاج نفسي، جلسة واحدة كل أسبوع على الأقل، ومن الممكن اتباع جلسات العلاج النفسي الفردية أو ضمن مجموعة من الأفراد بالاعتماد على شدة المرض والمراكز والمجموعات المتوفرة.
ويصادف العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام اليوم العالمي للصحة النفسية "مرض الاكتئاب".