قائمة الموقع

​هكذا يمكنك معالجة "صدمة الفراق" عند الطفل

2019-10-11T12:55:00+03:00
الطفل يسيطر عليه الشعور بالقلق من المستقبل

حينما يفقد الطفل شخصًا عزيزًا عليه: أمه أو أباه أو أخاه أو صديقه المقرب، يصاب بصدمة ما بعد الفقدان، التي تترك آثارًا نفسية، إن لم يحسن من حوله التعامل معها فستؤثر في شخصيته مستقبلًا؛ وفق ما يؤكده خبراء علم اجتماع ونفس.

وصدمة ما بعد الفقد مرحلة عصيبة تحتاج إلى حضن حانٍ يحتوي الطفل، ويتعامل بجدية مع مشاعره دون أن يستخفها، ويطلق له العنان للبكاء ويحثه عليه، وإن كان لا يعرف السبيل إلى ذلك، فالدموع ليست ضعفًا، بل دواء للقلب يغسل الحزن.

ويقول رئيس قسم الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب: "فقدان عزيز أمر صعب على الكبير والصغير، ويترك آثارًا نفسية سيئة، ولكن تأثيرها الأكبر على الصغار، لطبيعة الشخصية والتفكير باعتمادهم على الكبار؛ فهم يعدونهم كسقف البيت الذي يشعرهم بالأمان".

ويضيف أبو ركاب لصحيفة "فلسطين": "إن الطفل يسيطر عليه الشعور بالقلق من المستقبل، أنه يمكن أن يحدث معه الأمر ذاته، أو مع والدته، إذا كان والده هو المتوفى، والعكس صحيح".

ويشير إلى أن القلق يظهر على تعابير جسد الطفل، كقضم الأظافر، ومص الأصبع، والتبول غير الإرادي، والعنف الموجه للآخرين أو ضد الممتلكات، وفقدان التركيز والسرحان، وتراجع تحصيله الدراسي.

ويحذر أبو ركاب من أن الطفل إذا لم يحتوَ في الصغر، ودخل في مرحلة المراهقة؛ يتملكه الشعور بالاكتئاب الذي يمكن أن يتطور إلى المرحلة الأولى أو الثانية أو الثالثة، لاسيما إذا عاش في بيئة أكثر تهديدًا ولم يشعر بالأمان، فيمكن أن تجره إلى تفكير غير إيجابي يهدد حياته.

ويتعين على العائلة إخبار الطفل بفقدان أمه أو أبيه -مهما بلغ من الصغر- وعدم إخفاء الحقيقة عنه حتى يكبر ويعي، لاحتواء الصدمة باكرًا، فالإنسان لا يعلم الظروف التي سيمر بها الطفل؛ وفق تأكيده.

وينبه أبو ركاب إلى أهمية التقرب الفيزيائي والعاطفي من الطفل لحظة صدمة الفقدان حتى أسبوعين، لاسيما إذا كان سنه أقل من سبع سنوات، لكي يشعر بالأمان في هذه المدة، والجلوس معه وإفساح المجال أمامه ليعبر عن مشاعره ويتحدث.

ويدعو إلى "شرعنة" البكاء للطفل عند الفقدان، وإفهامه أن البكاء من حقه وحثه على التعبير عن انفعالاته، لأن ذلك أبرز الوسائل التي تخفف عنه كم ما يكبته بداخله.

وهناك أهمية خاصة للاستماع إلى الطفل –والحديث لأبو ركاب- عند التعبير عن المشاعر والأحاسيس والضغوطات، وحثه على الرسم، وغير ذلك.

ويشير إلى أن ظهور أعراض الصدمة النفسية على الطفل خلال شهر ينذر بخطر، ويحتاج إلى خضوعه لجلسات علاج ودعم نفسي من اختصاصي، أما إذا ظهرت بعد ثلاثة أشهر فهي أعراض بسيطة ستتلاشى مع الوقت.

ويحذر أبو ركاب من التعامل بعاطفة زائدة مع الطفل لأنه فقد عزيزًا عليه، فالدلال الزائد يدمر الشخصية، منبهًا إلى أن الفقدان ليس تصريحًا مفتوحًا ليفعل الطفل ما يريده، بل يجب التوازن في المعاملة والتبيان له أن لتصرفاته حدودًا لا يمكن أن يتجاوزها.

ويدعو رئيس قسم الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية الأم، أو الأب، أو الدائرة المحيطة بالطفل إلى مضاعفة الاهتمام به.

اخبار ذات صلة