قائمة الموقع

لهذه الأسباب يهاب طفلك زملاءه و"يستقوي" على أخيه

2019-10-11T08:06:42+03:00
الطفل عند بلوغه العامين يبدأ مرحلة الاستقلال عن الأسرة

هل يتبع طفلك أسلوب "الاستقواء" على أخيه الصغير وفي المقابل يخشى الدفاع عن نفسه، إذا ضايقه أقرانه في المدرسة أو الروضة؟، هذا هو أمر متوقع في حالات متعددة، يدركها خبراء علم الاجتماع والنفس.

وتتساءل بعض الأمهات عن سبب لجوء أطفالهن إلى ذلك، والوقت الذي من المفترض أن يتدخلن فيه لحمايتهم من أي مشكلة قد تهددهم خارج البيت.

وتبين الاختصاصية النفسية كفاية بركة أن الطفل عند بلوغه العامين يبدأ مرحلة الاستقلال عن الأسرة، ويعزز بوادر الاستقلال الذاتي والاعتماد على النفس بدفاعه عن نفسه وألعابه وأغراضه داخل المنزل.

لكن بركة توضح في دردشة مع صحيفة "فلسطين" أن اكتشاف ثقة الطفل بنفسه فعليًّا يُتوقع أن يبدأ عند خروجه من البيت إلى دائرة أوسع في الروضة والمدرسة، من قدرته على الدفاع عن نفسه، إذا لقي أذى من الآخرين، بعكس ما يقوم به في البيت من الاستقواء على إخوته.

وإذا لم تتحقق هذه الثقة فإن بركة ترجع ذلك إلى أساليب التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة، واحتمال قمعه حينما تأخذ الأم لعبته وتعطيها لأخيه؛ فهي تعوده التنازل عن ممتلكاته وأشيائه، والتمييز بينه وبين إخوته.

وتلفت إلى أن أسلوب العقاب اللفظي والبدني له آثار خطيرة على شخصية الطفل، إذ إنه يهز ثقته بنفسه، وأن الإيحاءات غير الإيجابية في التعامل مع الطفل بنعته بـ"الغبي والضعيف والفاشل"، وأسلوب التذبذب في المعاملة يجعلانه في صراع فكري ويخشى ردة فعل الكبار في حال لم يستطع الدفاع عن نفسه.

وتشير إلى أن الطفل إن كان ذا شخصية انطوائية ومنعزلة، أو يعاني مشكلة في النطق أو الحركة، أو تنبذه المعلمة في الروضة والمدرسة؛ فإن زملاءه يستقوون عليه.

ومن الآثار المحتملة لضعف ثقة الطفل بنفسه تذكر الاختصاصية النفسية أنه يشعر بالتوتر والخوف والغيرة من الأطفال الآخرين، وقد يتجه نحو "السلوك العدواني" لجذب الانتباه، أما على مستوى التفكير فيكون مشتت الانتباه ولديه صعوبة في التركيز، واجتماعيًّا يميل للعزلة ويرفض المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.

وتنبه إلى أن الطفل ضعيف الثقة يحاول إثبات نفسه داخل البيت، لأنه يعاني مشاعر مكبوتة، ويكون دائم التوتر، ويسقط هذه المشاعر على تعامله مع إخوته الأصغر منه داخل البيت.

وتؤكد بركة أن تعامل الأم والأب مع طفلهما له دور في تعزيز ثقته بنفسه، بالتركيز على الإيحاءات الإيجابية، وتعويده أن يقول لنفسه عبارات إيجابية، مثل: "أنا قوي، أنا بطل"، وأن يكونا قدوة له، ويعرضا نماذج إيجابية على الطفل، وحثه على الاقتداء بها باختيار أسلوب مميز لتعزيز الرغبة.

وتدعو الاختصاصية النفسية إلى استخدام أسلوب التعزيز الإيجابي والمعنوي، ومن ذلك عرض موقف برواية قصة واتباع منهج الحوار معه.

وعن الوقت الذي يتعين على الأم التدخل فيه لتجنيب طفلها أي مضايقات من زملائه أو إخوته، تجيب بركة: "حسب الموقف ما لم يتعدَّ الشجار اللفظي، على الأم أن تتبع دور المتفرج ثم تأتي بطفليها أو طفلها والطفل الآخر وتسمع منهما كليهما، وأن تعلمهما أن يضع كل طرف نفسه مكان الآخر".

وتتابع: "ولكن إذا وصل إلى مرحلة الشجار بالأيدي يكون تدخل الأم حياديًّا لفض النزاع، وإعطاء الطرفين الوقت حتى يهدأا، ثم تناقش معهما المشكلة وآثارها السلبية، وتطلب منهما وضع حلول للمشكلة لكي يكونا قادرين على تنفيذها".

وتعتقد بركة أن الطفل خارج المنزل يرفض تدخل الأم لحمايته؛ لأنه لا يحب أن يظهر ضعيف الثقة بالنفس، ولكن عليها أن تعزز لدى طفلها طلب الاستشارة والتدخل من أشخاص ليكونوا وسطاء بينه وبين من يضايقه.

ويتعين على الأمهات تعزيز قدرات أطفالهن على التعامل مع المواقف، مع الأخذ بالحسبان أن الأصل الذي تنبه إليه بركة هو التنشئة السليمة لهؤلاء الأطفال.

اخبار ذات صلة