توقع مختصان في الشأن النفسي والاجتماعي، أن تُثمر حملة وزارة الداخلية والأمن الوطني التوعوية بخطورة الاستجابة لاتصالات مخابرات الاحتلال، إيجابيًّا.
وأكد المختصان أنّ حملات الوعي جديرة بتبني المجتمع مؤسسات وأفرادًا، للتنبيه بخطورة التواصل مع الاحتلال، ومحاولات أجهزته الأمنية ضرب المصالح الوطنية ضمن سياقات وذرائع واهية.
ونشرت وزارة الداخلية والأمن الوطني مؤخرًا تسجيلًا صوتيًا لاتصال ضباط مخابرات إسرائيليين مع أحد المواطنين تحت ستار مسؤول جمعية خيرية تنوي تقديم مساعدة غذائية، حصل الضابط خلاله على معلومات عن جيران المواطن ومنازلهم دون معرفة الأخير الهدف من وراء تلك المعلومات وعلاقتها بالمساعدات.
ودشنت "الداخلية" أول من أمس، حملة للتوعية والتحذير من الوقوع في فخاخ الاحتلال، ومصائده، أو التواصل بصورة أو أخرى مع صفحات ضباط المخابرات على مواقع التواصل الاجتماعي وتقديم معلومات لهم، مشددة على أن التواصل المقصود وعن سبق إصرار تعد جريمة خيانة وطنية يعاقب عليه القانون.
وقال المختص في الشأن النفسي د. فضل أبو هين: إنّ حملات التوعية التي تطرحها الداخلية بين الفترة والأخرى على المواطنين، تستند إلى منطلق وطني وقيمي بأهمية حماية الجبهة الداخلية، من خلال توعية الأفراد والشرائح المجتمعية بجميع المخاطر والأساليب التي يستخدمها الاحتلال لإلحاق خسائر في صفوف الشعب الفلسطيني.
ونبه أبو هين أن الاحتلال بات يتواصل إلكترونيا وهاتفيا مع المواطنين تحت حجج واهية، بهدف إسقاطهم، والحصول على معلومات عن أمور الحياة كافة سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية بهدف توظيفها بأبعاد أمنية، "بعد أن أغلقت طرق التواصل المباشر معه وانهزامه وانسحابه من غزة وابتعاد الأخيرة عن عينه المباشرة"، وفق قوله.
وأكد أن الوسيلة الأفضل لحماية الجمهور الفلسطيني هي "غرس الوعي"، مضيفا: "لا بدّ أن تكون الحملة دائمة ومستمرة، وأن يقرع جرس الانذار على الدوام كشفًا لأهداف الاحتلال ومكره".
وتوقع أبو هين نتائج إيجابية للحملة الداخلية القائمة، وبشكل يفضي لتحقيق الأهداف المرجوة منها، منبهًا إلى أن أفضل الطرق للوصول إلى المواطنين هي توعيتهم بجوانب من الممكن أن يغفلوا عنها في حياتهم وما تحدثه على مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم.
تدابير وقائية
د. درداح الشاعر المختص في الشأن الاجتماعي، هو الآخر، أكد على ضرورة وأهمية حملة "الداخلية" من ناحية أخذ التدابير الاحترازية الاجتماعية، مشددًا على أنها شكل من أشكال التوعية بمن يحاول الارتباط بالمحتل أو خدمته أو السقوط في فخه عن غير دراية.
وأشار الشاعر إلى أن الاحتلال لا يتورع عن استخدام أي من الأساليب التي تخدم مصالحه فهو يوظف التكنولوجيا والظروف الاقتصادية لتحقيق أهدافه بالحصول على ما يصبو إليه من معلومات عن المجتمع بفئاته المختلفة وعلى رأسها المقاومة وعناصرها.
ورأى أن حملة الداخلية بغزة تمثل أداة من أدوات مواجهة مخابرات الاحتلال بالعمل على خلق الوعي ونشره، والتحذير من مغبة الوقوع في براثنها، مضيفا: "حملة مباركة ومهمة وتنبه الغافل وتحذر من التورط أو من تورط في التمادي في هذا الخطأ".
وتوقع الشاعر أن تفرز الحملة نتائج إيجابية على الصعيد الفردي والاجتماعي، داعيا في السياق نفسه إلى إقرار الوعي الأمني وأساليب التخابر والاسقاط وتحصين الشباب والأسر في المناهج المدرسية والجامعية.