أكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد "همة" ناصر الهدمي، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في محاولة عزل مدينة القدس المحتلة عن واقعها ومحيطها الاسلامي، من خلال خطط وقوانين عنصرية غير آبهة بالقرارات الدولية في هذا الشأن.
وعدّ الهدمي محاولة سلطات الاحتلال منع وتحجيم الجمعيات والمؤسسات الخيرية التركية العاملة في القدس المحتلة من تقديم خدماتها ومساعداتها للمقدسيين، محاولة لتغيير الواقع الإسلامي للمدينة المقدّسة من أجل فرض الرواية الصهيونية المزعومة.
وقال لصحيفة "فلسطين"، أمس: إن الاحتلال يمنع أي تدخل إسلامي حقيقي، ويؤرقه كثيرًا رؤية هذا النشاط الخيري التركي، ويرى فيه حاجزًا ومانعًا أمام خطط التهويد والعزل التي يمارسها عبر إفقار المقدسيين ومنعهم من ترميم بيوتهم وفرض الضرائب الباهظة عليهم وصولا لتغيير المناهج التعليمية في المدارس الفلسطينية هناك.
كانت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، قد كشفت قبل يومين عن تفاصيل خطة جديدة مقترحة بتعليمات من وزير خارجية حكومة الاحتلال "يسرائيل كاتس" للحد مما أسماه التأثير التركي بالقدس لا سيما أنشطة الجمعية التركية "تيكا"، زاعمًا أن أنشطتها تبلغ قيمتها (12) مليون دولار سنويا، تتم شخصيا بواسطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وحول نشاط هذه الجمعيات التركية، أوضح الهدمي أنّها تقوم بنشاطات خيرية وإنسانية لأهالي القدس مثل رعاية الأيتام وترميم المدارس والبيوت وتقديم المساعدات الغذائية والعينية إضافة للعديد من الأنشطة المجتمعية، وهو ما ترى فيه سلطات الاحتلال عائقًا أمام محاولة تهويد المدينة وتغيير طابعها الإسلامي.
وتابع: "أي مظهر لتعافي المقدسيين اقتصاديًا وصحيًا ونفسيًا يغيظ الاحتلال، الذي يتعمد افقارهم وسرقة ممتلكاتهم عبر مصادرتها، أو منعهم من ترميم بيوتهم والحفاظ على مقدساتهم وفرض الضرائب الباهظة عليهم من أجل تهجيرهم وزرع المستوطنين مكانهم".
وتقترح خطة "كاتس" أن "يتم مطالبة (تيكا) بتنسيق أنشطتها مسبقا مع سلطات الاحتلال، مع عدم السماح لها بالعمل من جانب واحد، كما تشمل خطوات إضافية للحد من العلاقة بين أعضاء مجلس الأوقاف وكبار المسؤولين في تركيا، وإلغاء وظائف المعلمين الأتراك الذين يقومون بالتدريس في القدس".
ويرى الهدمي أن مطالبة المؤسسات الخيرية التركية بالتنسيق مع الاحتلال تأتي لتشديد قبضته وتعزيز سيطرته على القدس والمسجد الأقصى، بالإضافة كونها رسالة للمجتمع الدولي بأن سلطات الاحتلال هي الوصي وصاحبة الكلمة العليا في القدس.
ورفض رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، فكرة التنسيق مع الاحتلال، متسائلا: كيف ننسق مع من صنفه القانون الدولي كمحتل لمدينة القدس بشقيها الغربي والشرقي؟، وكيف لنا أن نساهم في تعزيز قبضته على المقدسيين عبر أخذ الإذن منه حتى في تقديم المساعدات الانسانية؟".
واستطرد: "لقد تمادى الاحتلال لشعوره بكامل الحرية والتصرف وعدم المساءلة إسلاميا وعربيا ودوليا"، مشددًا على أن التطبيع والزيارات الأخيرة من قبل بعض الوفود العربية للقدس المحتلة بذرائع رياضية وثقافية وصحفية شجع الاحتلال على مزيد من التضييق وإحكام قبضته على القدس والمسجد الأقصى".
وأضاف أن سلطات الاحتلال تحاول إرهاب المقدسيين بعدم التعامل مع المؤسسات الخيرية عبر إلصاق التهم بالمؤسسات التي تساعد الفلسطينيين، ومحاولة استخدام تصنيفات غير حقيقية لها مثل أنها تعمل لجماعة "الإخوان المسلمين" والتي تصنفها الخطة المقترحة كـ"حركة إرهابية" وبالتالي حظر التعامل معها قانونيًا.
وحول التصدي لهذه المحاولة من قبل حكومة الاحتلال، قال الهدمي: إن التنسيق المشترك مع المؤسسات الدولية لا سيما القانونية منها، وفضح ممارسات الاحتلال في القدس والأقصى كفيل بإجباره وصد محاولاته التي تهدف لتهويد المدينة وتشريد سكانها.