أكد المفوض العام لـ "وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى" (الأونروا)، بيير كرينبول، أن "الأونروا لا تزال مصممة على استئناف عمليات التوزيع المباشر داخل "مخيم اليرموك" في سورية عندما تسمح الظروف بذلك.
وأضاف كرينبول في تصريحات له أذاعها القسم الإعلامي للأمم المتحدة اليوم: "إنه من الأهمية بمكان أن نكون قادرين على مواصلة تقديم الدعم المنقذ للحياة للاجئي فلسطين من اليرموك والضواحي المجاورة له".
ودعا المفوض العام إلى اتخاذ إجراءات من أجل تعزيز حماية لاجئي فلسطين ومن أجل تمكين الأونروا من الوصول إلى أولئك الذين هم في حاجة للمساعدة.
وقد تشجع المفوض العام بالمؤشرات التي حصل عليها التي تفيد بأن سبل الوصول إلى خان الشيح وقدسية ستصبح ممكنة.
وكان بيير كرينبول قد أنهى أول أمس الجمعة زيارة إلى سورية التقى خلالها بلاجئي فلسطين وموظفي "الأونروا" إلى جانب المسؤولين الحكوميين.
وخلال حديثه مع لاجئي فلسطين، اطلع كرينبول بشكل مباشر على درجة الألم واليأس والعنف الذي يعاني منه اللاجئون بمختلف أعمارهم.
وفي حي "السيدة زينب" بدمشق، وصف لاجئو فلسطين الذين نجوا من هجوم مزدوج مميت بسيارة مفخخة في الحادي والعشرين من شباط (فبراير) الماضي، الصدمة التي عانوا منها والإحساس العميق بالخسارة التي تعرضوا لها.
يُذكر أن "مخيم اليرموك إحدى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وقد أنشئ عام 1957، على مساحة تقدر بـ2.11 كم مربع فقط لتوفير الإقامة والمسكن للاجئين الفلسطينيين، وهو من حيث تصنيف "وكالة الأونروا" لا يعتبر مخيما رسميا، على الرغم من أنه أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سورية.
وقد كان المخيم منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، ملجأ لكثير من أهالي ريف دمشق وأهالي أحياء العاصمة دمشق التي تعرّضت للقصف، وبقي المخيم آنذاك هادئا نسبياً وبعيداً عن التوترات.
في منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام 2012 بدأت حملة عسكرية على المخيم بعد تقدم قوّات المعارضة من الأحياء الجنوبيّة في دمشق، ورد عليها طيران النظام، ثم اندلعت اشتباكات بين طرفي النزاع، الجيش النظامي السوري والجيش الحر مع بعض العناصر الفلسطينية التي انشقّت عن اللجان الشعبية التابعة لأحمد جبريل، تلا ذلك تمركز للدبابات عند ساحة البطيخة في أول المخيم، عندها بدأت موجة نزوح للأهالي بأعداد هائلة.
وقد حاصرت قوات الجيش السوري ومجموعات مسلحة أخرى تابعة لها؛ المخيم بشكل تام منذ حزيران (يونيو) 2013، مما أدى إلى وفاة العشرات جوعا.
كانت هناك مبادرات لإنقاذ الوضع الإنساني بعضها نجح في الوصول إلى المخيم وبعضها الآخر لم يصل.