عدَّ مواطنون دعوات رئيس السلطة محمود عباس لإجراء انتخابات في القدس والضفة الغربية المحتلتين وقطاع غزة "خطوة غير جدية واستهلاكًا إعلاميًّا فقط، وتهربًا من الاستحقاقات الوطنية".
وأعرب المواطنون في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" عن أملهم بالتقيد بخريطة طريق تنقذ الشعب من الأزمات وتعيد اللحمة إلى الوطن، تبدأ بالوحدة الوطنية والمصالحة المجتمعية، مؤكدين ضرورة حل المشاكل التي أفرزها الانقسام الفلسطيني أولًا، عبر إنجاز المصالحة وتشكيل حكومة وحدة تفكك الأزمات، ثم التحضير لانتخابات شاملة، وليست "انتقائية".
وكرر عباس خلال اجتماع مع مسؤولين في السلطة برام الله، أمس، تأكيده إجراء انتخابات تشريعية، دون أن يحدد موعدًا لذلك، وكان قد أعلن في خطابه بالأمم المتحدة الشهر الماضي أنه سيدعو إلى انتخابات عامة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة لدى عودته إلى رام الله.
محمد أبو لولي (30 عامًا) يرى أن دعوة عباس لإجراء انتخابات تشريعية دون انتخابات رئاسية أو مجلس وطني "خطوة انتقائية فيها شيء من اللؤم"، مؤكدًا أن ملف المصالحة أَولى من ملف الانتخابات.
ولفت أبو لولي إلى أن علاج مشاكل الوطن يكمن في المصالحة، داعيًا إلى إغلاق الخلافات القديمة بين الكل الفلسطيني نهائيًّا، والسعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية صادقة الأهداف، يتبعها التحضير لانتخابات فلسطينية شاملة، مجلس وطني وتشريعي ورئاسة.
أما عبد الله الخالدي (42 عامًا)، يرى أن عباس أصبح فاقدًا للثقة لدى معظم الشعب، وقراراته التي يتراجع عنها في كل مرة تؤكد عدم أهمية أي قرارات يتخذها، قائلًا: "اتخذ قرارًا بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، ولم يطبقه فعليًّا على الأرض".
وأضاف الخالدي أن "عباس يدعو لإجراء انتخابات جديدة، نعلم أن سلطته لن تحترمها مهما كانت، بدليل عدم احترامها انتخابات 2006، وعدم اعترافها بالمجلس التشريعي المنتخب حتى اليوم"، مشيرًا إلى أن الأولى به إنجاز المصالحة وترميم البيت الفلسطيني الداخلي قبل الحديث عن أي انتخابات من شأنها "أن تزيد الطين بلة".
بدوره قال محمود أبو راضي (31 عامًا) إن دعوة عباس المرتقبة لإجراء الانتخابات أولا دون تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام لن تفضي إلى أي تغيير في المسار السياسي الفلسطيني، وستبقى المشاكل التي أفرزها الانقسام جاثمة على صدر شعبنا، مشيرًا إلى أن الاتفاق على برنامج وطني موحد أولوية قصوى لشعبنا.
واعتبر معالجة الانسداد السياسي بإجراء الانتخابات خطوة غير مجدية ستعيدنا إلى المربع الأول الذي أنتجه الانقسام، فالحالة الفلسطينية تعاني تشرذمًا سياسيًّا كبيرًا للغاية والإصرار على إجراء الانتخابات أولا سيزيدها تشرذمًا وتفسخًا، مضيفًا أن المطلوب وطنيًّا التصالح وإنهاء الانقسام ورص الصفوف، ثم إجراء الانتخابات في أجواء وحدودية لتحظى بالدعم المطلوب.
في حين رأى حسين زعرب، وهو صاحب محل لبيع الدواجن، الانتخابات بحد ذاتها "إنجازًا"، مستدركًا أنه يجب أن تكون مبنية على أسس صلبة تحافظ على نتائجها وتحترم الفائز، ويجب أن تكون بعد تحقيق المصالحة أولا.
وبينما عدّ هشام جبر (45 عاما) دعوة عباس للانتخابات "مجرد (شو) إعلامي"، رأى محمد سحويل (30 عاما) في ذلك طريقًا صعبًا ما لم يتخلَّ عن المصالح الحزبية والشخصية ويتنازل عن كل شيء من أجل إصلاح الوطن، وتكاتف جهود الفصائل لحل الخلافات وإنجاز الوحدة الوطنية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تلبي احتياجات الشعب، ثم إجراء انتخابات شاملة.