قائمة الموقع

المعلمة "النجار" تصنع "بصمة" لطالباتها بمبادرة "كن جميل الأثر"

2019-10-07T08:18:50+03:00

كانت لحظة فارقة تلك التي قررت فيها المعلمة منيرة النجار بمشاركة زميلتين لها إطلاق مبادرة "كن جميل الأثر"، لتنشئة طالباتها في مجالات عدة، إلا أن نجاحها لم يتوقف عند هذا الحد، إذ ترشحت المبادرة لجائزة صندوق الإنجاز والتميز لدعم التعليم في فلسطين.

وتحتفي النجار بما حققته مبادرتها في حين يحيي العالم يوم المعلم الذي يحل في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول سنويًّا.

وتُرجع النجار في دردشة مع صحيفة "فلسطين" مبادرتها إلى إيمانها بأن تكون للإنسان بصمة وأثر جميل أينما حل وارتحل، لا سيما إذا تعلق الأمر بالميدان التربوي، وتربية الأجيال الصاعدة.

ويتكون فريق المبادرة من منسقتها "النجار"، وعضوية معلمة الرياضيات رجاء أبو سالم، ومعلمة الكيمياء مريم أبو العيش.

النجار التي تُدرس مادة اللغة الإنجليزية منذ 11 عامًا، في مدرسة ممدوح صيدم الثانوية للبنات بمديرية الوسطى، تقول: إن فكرة المبادرة نبعت من معايشة وضع الطالبات والظواهر المتعلقة بذلك.

ومع نهاية العام الدراسي الماضي خطر بذهنها إطلاق مبادرة "كن جميل الأثر"، التي ترمي إلى تنشئة فتاة فلسطينية واعية فكريًا، ومتميزة أخلاقيًا، ومؤمنة بقضايا أمتها ووطنها، ومتفاعلة مع قيم المجتمع الفلسطيني الأصيلة.

وتضيف النجار: ملاحظتي لأمور بحاجة إلى تصويب وحالة لامبالاة عند البعض، إضافة إلى معاناة طالبات ظروفًا إنسانية صعبة، كمشاركة أختين في جلباب واحد، وعدم قدرة بعضهن على شراء قرطاسية المدرسة، كان دافعًا لإطلاق المبادرة لعدم مقدرتي على تقديم المساعدة.

وتوضح أنها ركزت في المبادرة على ثلاثة مجالات: الإنساني، والاجتماعي، والوطني، لتعزيز الأثر الإيجابي من خلال العديد من الفعاليات التي تهدف للمشاركة المجتمعية، وتقوية العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي بمختلف شرائحه، وزرع بذور عمل الخير وتقديم المساعدة لمن يحتاج إليها من الطالبات.

علاقات وتشبيك

إنسانيًّا تشير النجار إلى أنها نفذت العديد من الحملات، ومنها كسوة الشتاء حيث وفرت غرفة صفية لوضع كل التبرعات فيها كالجلبابات والأحذية، والأطعمة وغيرها، لزيادة التلاحم والتعاون بين أفراد المجتمع، ووزعت على عائلات الطالبات المحتاجات بأسلوب إنساني.

ومن ذلك أيضًا، حملة "أقلام الخير" لوضع مقلمة في كل فصل لتخفيف العبء عن الطالبات وأهاليهن.

واجتماعيًّا عملت المبادرة على تعزيز العلاقات والتشبيك مع مؤسسات المجتمع المحلي، كزيارة مستشفى عبد العزيز الرنتيسي لتقديم الدعم المعنوي للأطفال المصابين بمرض السرطان، وبلدية النصيرات التي عملت على تنظيف سطح المدرسة، وزيارة معرض أكسجين الطبي الذي تديره هبة الهندي، كنموذج للمرأة القيادية الريادية وغيرها.

ووطنيًّا ترمي الحملة إلى تعزيز القيم الوطنية وروح الانتماء للوطن، وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في سرقة الرموز الفلسطينية، ولتحقيق هذا الهدف نظم معرض للتراث الفلسطيني في المدرسة موسوم بـ"تراثنا وهويتنا"، واحتوى على مطرزات وأثواب تراثية وأدوات زراعية قديمة وفخار، وتفعيل اللوحة الجدارية التفاعلية بساحة المدرسة لعرض إنجازات الطالبات المشاركات بالمبادرة.

وتقول النجار: "بعد كل هجمة يشنها الاحتلال الإسرائيلي على أهالي القطاع كانت هناك جلسة تفريغ نفسي للطالبات حتى لا تؤثر حالتهم النفسية على مستوى تحصيلهن الدراسي، وكان لذلك الأثر الواضح على البيئة المدرسية في العام الماضي، وخاصة نتائج الثانوية العامة، كما أنهن ألحقن بدورات تنمية بشرية لإدارة الوقت والخرائط الذهنية".

ووفق المعلمة ذاتها فإنها عملت على استدامة المبادرة للعام الدراسي الحالي لكونها تسهم في زيادة الوعي لدى الطالبات، لما لها من دور إيجابي في رفع مستوى مهاراتهن وكفاءاتهن، وبناء شخصية قيادة لهن تنخرط في البيئة المحيطة وتؤثر فيهن إيجابًا، ما أسهم في إطلاق الطاقات الكامنة للطالبات، ودفعهن نحو الالتزام ومحاولة ترك بصمة وأثر جميل على أفراد المدرسة والمجتمع المحلي.

لكن النجار تشير إلى صعوبات أبرزها انشغال فريق المبادرة بمهام التدريس وارتباطه بأغلب أنشطة المدرسة، وضيق الوقت المتاح لإنجاز العمل، ومتابعة أعمال وأنشطة الطالبات، ومحدودية الدعم المادي.

وكانت مدرسة ممدوح صيدم أطلقت أخيرًا، المرحلة الثانية من مبادرة "كن جميل الأثر"، وقالت مديرة المدرسة فدوى أبو السبح: إن المبادرة تأهلت للمنافسة على مستوى الوطن في جائزة صندوق الإنجاز والتميز لدعم التعليم، محور العلاقات والتشبيك.

وتعتزم النجار إكمال طريقها في المبادرة حتى إيصال رسالتها بمد جُسور التعاون بين المجتمع المدرسي والمحلي، وتأهيل الطالبات ليكن فاعلات في خدمة المجتمع الفلسطيني، والاهتمام بممارسة الأنشطة المختلفة لتكوين شخصية متكاملة، إضافة إلى غرس روح المواطنة والمحبة بين أفراد المجتمع المدرسي.

وتوجه النجار كلمة للمعلمين في يوم المعلم العالمي بأن يحرصوا على المبادرة والإيجابية، ويسعوا بكل طاقاتهم للمزيد من تطوير ذواتهم، ودعم الطلبة ليتمكنوا من بناء المجتمع والوصول إلى الهدف الأسمى وهو تحرير فلسطين.

اخبار ذات صلة