قائمة الموقع

​إشراك الطفل بمهام الوالدين يخلق إنسانًا مسؤولاً.. ومنعه يجعله اتكاليًا

2019-10-04T13:45:25+03:00
في العائلة الكبيرة تضطر الأم أو الأب لطلب المساعدة من الأفراد

تعويد الطفل على مساعدة الأم في أعمال المنزل، أو إيكال بعض المهام إليه للقيام بها بمفرده بما يتناسب مع مرحلته العمرية، مبدأ ترى فيه أمهات أنه انتهاك لطفولته ويحمله ما لا يطيق فيما العمر أمامه لكي يتعلم، وأن الوقت لا زال مبكرًا.

والمؤيدات لهذا المبدأ يرين أن طلب المساعدة من البنت أو الولد على حد سواء، هو زرعٌ لقيم تربوية وتنمية لشخصيته، فيتعلمان الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، والقدرة على اتخاذ القرار، واستكشاف ما حولهما وتنمية ذكائهما.

الاختصاصية النفسية في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات سمر قويدر، ذكرت أن كل مرحلة عمرية يمر بها الطفل لها خصائص نمو، وقدرة واستيعاب معينة، وعند إيكال مهام المشاركة في أعمال المنزل يجب مراعاة طبيعة المرحلة والعمر والمقدرة الجسدية.

وأوضحت قويدر لـ"فلسطين" أن إرغام الطفل على القيام بأعمال منزلية شاقة ومجهدة لا تتناسب مع عمره، سيشعره بالضجر والضيق، حينها ستعنفه الأم لأنه لم ينجزها.

ودعت الوالدين إلى التدرج في المهام التي سيوكلانها للطفل حسب عمره ومدى قدرته على تنفيذها، حتى يشعر بنشوة الإنجاز في العمر الذي يمتد من سنة إلى سنتين، حيث يقلد ما يقوم به والده، هنا يجب ترك مساحة له للتقليد ولكن مع المراقبة حتى لا يتعرض للخطر.

وأشارت قويدر إلى أن الأم خلال عمر العامين تقوم بعملية التواصل مع طفلها وقياس استجابته ومدى استيعابه وفهمه لطلبها، ويمنع من حمل أشياء ثقيلة أو مؤذية، ومن ثم التدرج في المهام حسب وعيه وإدراكه وقوته الجسدية.

ولفتت إلى أنه في العائلة الكبيرة تضطر الأم أو الأب لطلب المساعدة من الأفراد الكبار، ويهملان الصغار ولا يعطيانهم مساحة كافية للمساعدة.

وذكرت الاختصاصية النفسية أن الوالدين بعد مرور السنوات سيضطران فجأة إلى طلب المساعدة من الصغار بعد أن يتزوج أو ينشغل الكبار، وهنا يبدآن في التذمر من أن ابنهما الذي كبر لا يساعدهما، ولا يلبي احتياجاتهما، وسيجدان صعوبة في التعامل معه.

ومن الإيجابيات التي تنعكس على شخصية الطفل من مشاركته وقيامه بأعمال المنزل، بينت أن الطفل عند احتكاكه بالبيئة المحيطة به يتعلم ويتطور ذهنيًا، ويكتشف الأشياء من حوله، وعندما يجرب الطفل القيام بأي مهمة سيتعلم من المحاولة والخطأ وهذا يُنمّي ذكاءه.

ولفتت قويدر إلى أن طلب المساعدة من الطفل يعزز التواصل بينه وبين والديه وبينه وبين الآخرين، وينمي شخصيته ويطور من لغته، ويعلمه الاعتماد على نفسه، ويقوي عضلاته لحمل الأشياء.

وذكرت أن الطفل يصبح متحملا للمسؤولية ومبادرًا، ويساعد الآخرين، ويخرج إلى المجتمع جاهزًا يعرف كيف يتعامل مع الآخرين عند الاحتكاك بهم في الروضة والمدرسة، ويستطيع اجتياز الصعوبات وأيضًا حل المشكلات.

وأوضحت أن الأطفال الذين يعزلهم آباؤهم تمامًا عن القيام بأعمال المنزل أو إسناد بعض المهام الخارجية لهم، بحجة أنهم صغار ولا يستطيعون التحمل، يعلمونهم الاتكالية ويحرمونهم من متعة التجربة والخطأ والتعلم منه.

اخبار ذات صلة