قائمة الموقع

"الأزولا".. أعلاف طبيعية تُخفِّف التكلفة الإنتاجية للزراعة الحيوانية

2019-10-04T12:35:00+03:00
نبات الأزولا يُعد من السرخسيات ضمن عائلة السالفينية

ستة أشهر أو يزيد من التجارب غير الموفّقة كانت كفيلة لثني وائل مسلم وعمر عايش عن تطبيق فكرتهما، لكن إرادتهما وعلمهما بعظيم النتائج دفعهما للمحاولة والبحث مواصلين الليل بالنهار لإنجاح مشروع إنتاج العلف الاقتصادي الصديق للبيئة ""الأزولا" لأول مرة في قطاع غزة.

بمزرعته فث بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، استقبل المزارع وائل مسلم فريق صحيفة "فلسـطين"، للحديث عن نبتة "الأزولا" الأولى في القطاع، وكيف دفعهما غلاء الأعلاف وتكبدهما الخسارة في مرات عدة وانعدام هامش الربح، خاصة في ظل ظروف غزة الاقتصادية للتفكير بالبدائل.

وأضاف مسلم، الظروف دفعت صديقي عمر عايش (23 عامًا) خريج قسم التكنولوجيا الحيوية بالجامعة الإسلامية، إلى البحث عن حلول بديلة ذات تكلفة قليلة، حتى وصل إلى نبات "الأزولا" وأماكن وجوده وظروفه البيئية اللازمة".

وتابع أنهما بدآ بتجاوز أول التحديات، التي تمثلت في إدخال النبتة إلى القطاع، حيث تمكنا من استيراد 200 غرام فقط عن طريق طرد بريدي بعد محاولات لإحضارها من الداخل المحتل أو جمهورية مصر وفشلت جميعها.

وبين مسلم أنه حال وصول البذور؛ حفرا الأحواض المائية بالمواصفات العالمية، وزرعا البذور، وبدأت المتابعة اللحظية للأحواض، وبين الفشل والاكتشاف والتطوير نجحت التجربة بعد عديد المحاولات وأصبحت "الأزولا" حاضرة ومتقبلة بشكل كبير من الدواجن والأسماك الحوضية".

وأوضح أن الأعلاف الطبيعية ذات التكلفة الصفرية خفضت تكاليف الزراعة، حيث أصبح يعتمد عليها بنسبة 100% لإطعام الأسماك، متخليًا عن الأعلاف التجارية، في حين كانت نسبة 80% لاعتمادها طعامًا للبط وبنسبة تصل إلى 50% طعامًا للدواجن.

ونجح مسلم في الوصول لحد الاكتفاء الذاتي لمزروعاته، بالإضافة إلى مساعدته مزارعين آخرين في استنبات أعلاف طبيعية، مرجعًا ذلك إلى سرعة انتشاره في الأحواض ونموه المتجدد يوميًا.

وأضاف أنه يعيش في ظروف معتدلة ويتضاعف حجمه في فترة تتراوح من ثلاثة إلى ثمانية أيام، مبينًا أن 300 متر مربع تنتج تقريبًا كمية يومية تتراوح ما بين 50 إلى 100 كيلو غرام.

من جانبها، فسرت المهندسة والمشرفة على متابعة المشروع نجاح أبو ندى، أن نبات الأزولا يُعد من السرخسيات ضمن عائلة السالفينية، بحيث يزرع على مسطحات مائية، ويحتاج إلى ظروف بيئية معينة كدرجات الحرارة والرطوبة لكي تتأقلم.

وأضافت أبو ندى أن النبات معتمد كأعلاف للمزروعات الحيوانية في كثير من الدول، لتكلفته الرخيصة ولقيمته الغذائية الغنية بالبروتين والأحماض المفيدة، ويحقق فوائد لاحتوائه على البروتينات تصل إلى 35% من وزنه الجاف، ويعد صديقًا للبيئة لأنه يعمل على تثبيت النيتروجين ذي أهمية عالية.

وشددت على أن "الأزولا" يعمل على رفع القيمة الغذائية للمنتج الحيواني، كما أنه يحتوي على الأحماض الأمينية الرئيسة والفيتامينات، ويعمل على تسمين الدجاج اللاحم وتعزيز القيمة الغذائية للبيض من خلال رفع نسبة الحديد وتقليل نسبة الكوليسترول الضار.

ويطمح فريق العمل لتطوير المشروع للوصول إلى الاكتفاء الكامل في القطاع من الأعلاف، والاستغناء عن الأعلاف المصنعة المستوردة من جانب الاحتلال التي تعد تكلفة مضاعفة على المزارعين.

وتقوم أبو ندى برفقة مختصين آخرين بعمل أبحاث ودراسات لإثبات إمكانية استخدام الأزولا كسماد للنباتات وليس فقط للحيوانات والأسماك.

وتعد أمريكا الجنوبية الموطن الأصلي للنبتة بحيث تتفرَّع إلى سبعة أنواع، وتُعرَف بأنها صديقة للبيئة، لأنها تساعد في تثبيت النيتروجين الجوي في التربة.

وبينت تقارير أن القطاع يستورد شهريا حوالي 16 ألف طن من الأعلاف التجارية تشمل الأعلاف المركزة والمصنعة التي تدخل في تكوينها الحبوب وزيت الصويا والذرة بتكلفة تتراوح بين 510 دولارات أمريكية و737 دولارًا.

اخبار ذات صلة