فلسطين أون لاين

​صنعه "الرنتيسي" بتكلفة 22 دولارًا

جهاز بغزة لكشف العملات وتأشيرات السفر المزورة يحاكي المُصنَّع دوليًّا

...
سعر الجهاز الأصلي في حال استيراده من الخارج يصل إلى ألفي دولار أمريكي
غزة/ صفاء عاشور:

في خطوة للتغلب على عملية تزوير العملات النقدية في قطاع غزة، تمكن الخبير في كشف التزييف والتزوير وفحص البصمات في قطاع غزة يوسف الرنتيسي من صناعة جهاز لكشف العملات النقدية والورقية المزورة.

وقال الرنتيسي لـ"فلسطين": "إن فكرة الجهاز تعتمد على أن العملات الورقية وجوازات السفر وغيرها من الأوراق الأمنية تحمل علامات تأمين يصعب تقليدها، ولا تظهر إلا تحت طول موجي معين من الأشعة فوق البنفسجية".

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": "الأجهزة الخاصة بفحص العملات الورقية والنقدية تتوافر في كل أنحاء العالم، لكن هناك صعوبة في إدخالها إلى قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي وارتفاع ثمنها".

وأكمل الرنتيسي: "حددت فكرة عمل الجهاز، واستعنت بصديق على دراية بالدوائر الكهربائية، وبحثنا في الأجهزة الكهربائية التالفة في الأسواق الشعبية، من أجل البحث عن القطع اللازمة لعملية التصنيع، إلى أن جمعنا قطع الجهاز وبدأنا تصميمه وتجميعه".

وأشار إلى أن العديد من الصعوبات واجهتهم في أثناء عملية التصنيع، خاصة فيما يتعلق بالقطع الخاصة التي تصلح لتشغيل لمبة "UV" وقطع أخرى تعمل مكثفات، مستدركًا: "لكن أصعب شيء واجهنا هو البحث عن لمبة الأشعة فوق البنفسجية".

ولفت إلى أنه اضطر إلى البحث في قطع غيار الأجهزة القديمة وربما التالفة في كثير من المناطق، من أجل العثور عليها حتى تمكنوا من إيجاد القطعة الأساسية التي لن يكتمل الجهاز دونها.

وذكر الرنتيسي أن سعر الجهاز الأصلي في حال استيراده من الخارج يصل إلى ألفي دولار أمريكي، منبهًا إلى أن تكلفة صنع الجهاز هنا في قطاع غزة لا تتجاوز 22 دولارًا فقط لا غير، مع تأكيده أن درجة كفاءة الجهاز المصنع مقاربة جدًّا للجهاز الأصلي.

وأفاد أن الجهاز استعمل، وأجريت فحوصات عليه لمجموعة من العملات الورقية المشتبه في تزويرها، وكانت النتائج واضحة جدًّا، لافتًا إلى أن هذا الجهاز سيساعد كثيرًا على كشف العملات المزورة، وسيسهل عمل الجهات الأمنية المختصة بهذا الأمر في قطاع غزة.

وقال الرنتيسي: "إن هذا الجهاز مهم جدًّا وجوده في مكاتب الصرافة، ومعابر قطاع غزة، والوزارات المعنية بتصديق الشهادات الخارجية، التي تحمل علامات أمنية لحماية المستند، بحيث يسهل ضبط أي مستند مزور أو شهادة جامعية لا تحمل العلامات الأمنية الصحيحة".

وتابع: "إن الجهاز يستخدم لفحص تأشيرات السفر (الفيز)، بعد وقوع كثير من المواطنين ضحية لعمليات نصب وتحايل، إذ يدفع أحدهم مبلغًا ماليًّا لشخص يدعي أنه سيجلب له "تأشيرة" صحيحة لدولة أوروبية، وهي في الحقيقة مزورة ومطبوعة بطابعات تقليدية، ويسهل كشفها عبر هذا الجهاز".

وأوضح الرنتيسي أنه صممت نسخة واحدة ونجحت التجربة، وأنه ليس لديه توجه لتسويق الجهاز حاليًّا في السوق المحلي، وإنما سيقدم المشروع للجهات المعنية للاستفادة منه على أكبر مستوى في محاربة عمليات التزوير للعملات الورقية والنقدية.