قائمة الموقع

طفلي يرفض المدرسة وكتوم ويضيع أغراضه.. ما الحل؟

2019-10-04T07:19:00+03:00
من الطبيعي رفض الطفل الذهاب إلى الروضة في أول أسبوع

مع التحاق الأطفال بالرياض والمدارس، تبدأ مشاكل الأم في التعامل مع طفلها تطفو على السطح، حتى إنها تبدو حائرة، لا تدري ما التصرف الأمثل حينما يرفض الذهاب إلى المدرسة بالبكاء والصراخ، وهل تعطيه مصروفًا يوميًّا أم تشتري له المسليات المفيدة وقليلة الضرر على صحته؟

كل أم لديها فضول يدفعها نحو سؤال طفلها عن يومه المدرسي، ولكن قد يصدها بصمته ورفضه الكلام عن ذلك، فتشكو أنه كتوم لا يحب التحدث، وبذلك تجهل ما يحصل في مدرسته، وأخرى تشكو إهمال طفلها وفقدانه المتكرر لقرطاسيته وكراسته وكتبه.

الاختصاصية الاجتماعية رائدة وشاح بينت أن الطفل يعد الروضة والمدرسة عالمين مختلفين عن البيت، لذا قد يرفض الذهاب إليهما مع بداية العام الدراسي، ثم يبدأ التكيف مع هذا العالم، وقد يستمر الرفض مدة أطول.

وأوضحت وشاح لـ"فلسطين" أنه من الطبيعي رفض الطفل الذهاب إلى الروضة في أول أسبوع، وهنا يجب أن تبحث الأم عن أسباب الرفض هل متعلق بالبيت أم الأم، ودراسة شخصيته أجتماعي هو أم يهاب الآخرين؟

وأشارت إلى أن بعض الأطفال عند الانتقال من بيئة إلى أخرى يجدون فيها أناسًا أغرابًا عنهم، ويجدون صعوبة في الاندماج، وهذا يتطلب تعاونًا بين الأم ومعلمة الروضة، يبدأ من توقف الأم عن تعنيف طفلها وتركه يبكي دون اهتمام منها أو من المعلمة أيضًا.

ونصحت وشاح الأم بمرافقة طفلها في أول ثلاثة أيام من بدء العام الدراسي في الروضة، ومشاركته اللعب مع مجموعة من الأطفال بالتعاون مع المعلمة التي يجب أن تجذبه بأنشطة تحبب إليه الروضة، محذرة من الاستمرار في الجلوس معه بالروضة.

ولفتت إلى أن هذا الأمر ينطبق على الطفل عند التحاقه بالمدرسة أيضًا، فعلى الأم التعاون مع المعلمة والمرشدة التربوية لترغيبه في جو المدرسة، وشيئًا فشيئًا سيتكيف مع الوقت لأنه سيجد عالمًا جديدًا انجذب إليه.

وفي حال لم يتكيف الطفل مع المدرسة والروضة واستمر على رفضه، دعت وشاح الأم إلى البحث عن الأسباب التي دفعت الطفل إلى هذا الأمر، هل تعنفه المعلمة مثلًا، أم يتنمر زملاؤه ويعتدون عليه؟، وأسباب أخرى يجب معالجتها.

السؤال الذي لا تنفك الأمهات يبحثن عن إجابة له: هل أعطي طفلي مصروفًا أم أشتري له المسليات المفيدة له أم أعطيه الاثنين معًا؟، أجابت: "بين الفينة والأخرى يمكن إعطاء الطفل مصروفًا، أو اصطحابه لشراء ما يريد من المسليات، مع مطالبته بعدم الشراء من الباعة الجائلين ما يضره من السكاكر أو المعكرونة السريعة التحضير، وفي حال رغب عليه أن يطلب منها تحضيرها له في البيت لضمان النظافة".

وأكملت: "من المهم إعطاء الطفل مصروفه اليومي ليشعر بأنه صاحب قرار، وتعويده تحمل المسؤولية والثقة بنفسه، لأن المنع يدفع الطفل إلى الكذب على أهله ليحصل منهم على المال".

ورفضت وشاح فكرة إعطاء الطفل المصروف والمسليات، لأن مدة الاستراحة قصيرة، ستدفع الطفل إلى رميها لأنه لا يستطيع أكلها.

أما الطفل الكتوم الذي يرفض التحدث عما يدور في يومه الدراسي فأرجعت الاختصاصية الاجتماعية السبب في ذلك إلى عدم تقرب الأم من طفلها في سنوات عمره الأولى، ومصاحبته والحديث معه على الدوام، أو خوفه الشديد من ردة فعلها وتعنيفها له.

ونصحت وشاح الأم والأب بالتعامل بهدوء مع طفلهما، وفتح مجال للحوار معه، مع زيارته الدورية في المدرسة وسؤال المعلمة والمرشدة الاجتماعية عنه، وعندها سيشعر الطفل أنهما مهتمان بأمره.

ودعت الوالدين إلى بناء جسر الثقة مع طفلهما حتى يبوح لهما بكل ما يجول في خاطره، والصبر عليه لأن عودة الثقة تحتاج إلى شهور طويلة، ولكن سينجحان في النهاية، مع منحه الثقة ووعده بعدم تعنيفه.

وفيما يتعلق بتكرار إضاعة الطفل أقلامه وكتبه وكراساته بينت وشاح أن الأمر يتطلب متابعة، ومعرفة السبب الذي يدفع الطفل إلى ذلك بالحوار معه، والبعد عن التعنيف الجسدي، بل تدريبه على المحافظة على أغراضه بتعزيز معنوي ومادي، مع نوع من العقاب.

اخبار ذات صلة