فلسطين أون لاين

تقرير: رفض "فتح" مبادرة الفصائل يؤكد رغبتها في إدامة الانقسام

...
صورة أرشيفية
غزة/ حازم الحلو:

أكد محللان سياسيان أن رفض حركة فتح مبادرة الفصائل لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة يشير إلى أن قضية المصالحة ليست ذات أولوية لديها، موضحين أن هذه النتيجة يجب أن تدفع الفصائل المبادرة للضغط جديًّا على فتح لتغيير موقفها.

وكانت ثمانية من الفصائل الفلسطينية، قدمت، الأسبوع الماضي، مبادرة إنهاء الانقسام الفلسطيني لحركتي "حماس" و"فتح"، حيث وافقت حركة حماس على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، دون شروط، في حين وصفت حركة فتح المبادرة على لسان عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد بأنها "غير مجدية"، وسط تجاهل تام لها من قائد فتح محمود عباس.

وأكد المحلل السياسي د. ناجي الظاظا، أنه من المفترض أن يتكاتف الجميع من أجل إيجاد طريقة لإنهاء الانقسام وطنيا والتفرغ لمواجهة التحديات القائمة، وفي مقدمتها توابع صفقة القرن والاستيطان وتهويد القدس ومحاولات تصفية قضية اللاجئين عبر إنهاء تفويض الأونروا.

وأضاف لصحيفة "فلسطين"، أن تعثر مسار التسوية وانسداد الأفق السياسي مع الاحتلال يجب أن يدفع السلطة نحو المصالحة كورقة رابحة في وجه الاحتلال والإدارة الأمريكية في هذه المرحلة الصعبة.

وشدد الظاظا على أن فتح في هذه الآونة لا تهتم بالمصالحة أو أي من مقتضياتها، إذ باتت مسكونة بهاجس فقدان السيطرة على مفاتيح القضية الفلسطينية ومزاعم التمثيل الوحداني للشعب الفلسطيني.

وذكر أن الفصائل كانت دائما ما تلقي باللائمة على حركتي حماس وفتح باعتبارها الفصلين الأكبر على الساحة وصاحبي الخلاف السياسي، إلا أنه وبعد موافقة حماس غير المشروطة على المبادرة فإن فتح تبقى وحيدة في قفص الاتهام الفصائلي وعليها أن تأخذ خطوة إيجابية لتنفي هذه التهمة عن نفسها.

ورأى أن فتح ما تزال تعتقد أن إتمام المصالحة سيجبرها على دفع ثمن سياسي يخصم من رصيدها، لكن الواقع يقول أن تفاصيل المبادرة تشكل مخرجا لجميع الأطراف، وبالتالي انعدام فرضية الثمن الذي يتوجب على طرف واحد أن يدفعه دون الآخر.

وعدّ الظاظا إلى أن مواصلة حركة فتح التعويل على إمكانية استئناف التسوية "تعلق بأحبال الهواء يليه سقوط حتمي".

وأكد أن الرؤية الإسرائيلية والأمريكية واضحة وهي أن الشعب الفلسطيني لا حقوق له ولا وجود، والسلطة ليست سوى كيان وظيفي، "وهي رؤية تمس بالسلطة وحركة فتح قبل أن تمس بأي طرف آخر".

ونبه الظاظا إلى أن تلويح رئيس السلطة بورقة الانتخابات العامة "لن يجرؤ على إجرائها، وإنما مناورة داخلية وخارجية من أجل الإيحاء بأنه يعلي من قيم الديمقراطية ويطمح لتمثيل الكل الفلسطيني".


فتح تراوح المكان

من ناحيته أكد المحلل السياسي تيسير محيسن أن موقف فتح من مبادرة الفصائل يشير إلى أن فتح ما زالت على حالها ومواقفها التي ترى فيها أنها صاحب الحق الوحيد في تقرير مصير الشعب الفلسطيني وقيادة دفته السياسية.

وبين لصحيفة "فلسطين"، أن ردود بعض قيادات فتح على المبادرة يوحي بحالة من الاستهتار والاستكبار وشيء من النظرة الدونية للفصائل الفلسطينية، مشيرًا إلى أن عباس يستخدم الانتخابات العامة كمناورة إعلامية من أجل خداع المجتمع الدولي بتمثيلية تمثيله للشعب الفلسطيني.

وقال: لو كان بعباس نية صادقة بترسيخ الانتخابات لتداول الحكم ديمقراطيًا لقبل بالمبادرة لأنها تشتمل على بند يؤكد ضرورة إجراء الانتخابات العامة والشاملة كآلية للوصول إلى شرعيات جديدة في الحالة الفلسطينية.

ويعتقد محيسن أن المصالحة ليست أولوية بالنسبة لحركة فتح التي تجتر التسوية بالتعويل على فوز حزب أو اتجاه ما في دولة الاحتلال.

وعد استمرار رفض فتح للمبادرة "إضرار بمشروع فتح والسلطة قبل أن يكون إضرارا بأي طرف آخر، متسائلًا عن كيفية إقناع عباس للمجتمع الدولي بأنه يمثل الشعب الفلسطيني كافة في حين أنه لا يرى جزءا كبيرا منه ولا يتعامل سياسيا مع الفصائل التي تمثله.

وشدد محيسن على أن عباس وفريقه يرون في القضية الفلسطينية مجموعة من المكتسبات الشخصية التي يسعون بكل قوة للحفاظ عليها، ولو كان ذلك على حساب القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن حركة حماس قدمت موقفًا متقدمًا وإيجابيًا من المبادرة بالموافقة دون شروط.

وقال: عباس ما يزال يكفر بمبدأ الشراكة السياسة ولا يقبل إلا مبدأ الاستعادة لما يعتبرونه شرعيًّا، في إشارة واضحة إلى أن حماس ليست جزءا من الشعب الفلسطيني، وكأن فوزها بغالبية المجلس التشريعي كان في جزيرة نائية في المحيط الأطلسي وليس في الأراضي الفلسطينية.

وطالب الفصائل بأن يكون لها كلمة قوية ومسموعة لدفع فتح للموافقة على المبادرة لطي هذه الحقبة والتفرغ لمواجهة التحديات القائمة وعلى رأسها عدوان الاحتلال المستمر على المقدسات والاستيطان في الضفة وحصار غزة.