في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، يحيي الفلسطينيون عموماً وفلسطينيو الداخل المحتل خصوصاً، الذكرى التاسعة عشرة لهبة الأقصى التي استشهد خلالها 13 فلسطينياً، قتلتهم شرطة الاحتلال أثناء مشاركتهم في تظاهرات عمت الأراضي الفلسطيني المحتلة، رفضاً لاقتحام رئيس وزراء الاحتلال الأسبق ارئيل شارون المسجد الأقصى.
وتعد تلك الهبة، من أبرز المراحل التاريخية التي مر بها فلسطينيو الداخل المحتل، في صد الهجمات الإسرائيلية، ومواجهة إجراءاتهم العنصرية، التي لم تتوقف بحقهم.
ومن المقرر أن يحيي الفلسطينيون بالداخل المحتل، اليوم، بمسيرة مركزية، ستجري في الساعة الرابعة عصرا في قرية كفر كنا، شمال فلسطين، ذكرى الهبة تخليدا لذكرى الشهداء الـ13.
وحذرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، من اشتداد المخططات التي تهدف إلى تشويه الهوية الوطنية الفلسطينية، وحجب القضية الأساس عن رأس جدول أعمال الجماهير الفلسطينية.
وقالت "المتابعة"، في بيان لها: "إن الذكرى الـ19 تحل علينا، في الوقت الذي يتزايد فيه التآمر على قضية شعبنا الفلسطيني، لتصفيتها عبر صفقة القرن الامريكية الإسرائيلية، والتخلص من قضيته عبر أنظمة وجهات تريد التخلص من قضيته في طريق زحفها نحو التطبيع".
وأشارت إلى تصاعد الخطاب العنصري الإقصائي الإسرائيلي، تجاه الفلسطينيين بالداخل المحتل، "بدءًا بمن يجلس على رأس الهرم الحاكم، مرورا بشركائه في حكومته"، داعية المواطنين إلى أوسع مشاركة في إحياء الذكرى الـ19 لهبة القدس والأقصى.
وأكدت "المتابعة" في بيانها، أن "استفحال سياسات التمييز العنصري في الميزانيات والحقوق والملاحقات السياسية، وجرائم تدمير البيوت العربية، كلها نابعة من عقلية عدم شرعية وجودنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه".
وأضافت: "هذه العقلية انعكست بكل شراستها في قانون القومية الاقتلاعي العنصري، الذي أقره الكنيست الإسرائيلي، صيف العام 2018"، والذي "تطالب جماهيرنا بإلغائه كليا، وليس تعديله بديباجات، لتجميل وجه الصهيونية العنصري القبيح".
وأشارت إلى أن هبة القدس والأقصى، نشبت في أعقاب عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، فيما لا يزال العدوان الاحتلالي على القدس مستمرا، وبشكل خاص على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
فعاليات "ميدانية كفاحية"
في سياق متصل، أعلنت لجنة أولياء أمور الطّلّاب في مدينة سخنين شمال فلسطين المحتلة عام 1948، الإضراب العامّ اليوم في جميع مدارس وروضات وبساتين المدينة، داعيةً إلى إحياء "اليوم التاريخيّ والمفصليّ والمقدس في تاريخ الجماهير العربيّة".
وقالت اللجنة في بيان لها: "ندعو جمهور الطّلّاب، والهيئات التّدريسية والجماهير العربية، للمشاركة في فعاليّات ذكرى هبة القدس والأقصى".
وأقام حزب الوفاء والإصلاح، محاضرة بعنوان "19 عاماً على هبة القدس والأقصى. هل استخلصنا العبر؟" ألقاها المحامي زاهي نجيدات عضو الحزب، مؤكداً أنّ هبة القدس والأقصى عززت الهوية الفلسطينية لدى أهالي الداخل المحتل.
وقال نجيدات: "أهلنا الذين هبوا للدفاع عن القدس والأقصى شكلوا أحد ثوابت القضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أنه لا فرق يُذكر بين حكومات اليمين واليسار الإسرائيلية تجاهنا نحن العرب الفلسطينيين.
أما طاقم سكرتيري مركّبات لجنة المتابعة العربية، دعا بعد اجتماعهم أمس، بمشاركة رئيس المتابعة محمد بركة، ووفد عن أهالي شهداء هبة القدس والاقصى، للمشاركة في المسيرة المركزية للذكرى الـ 19 للهبة، في كفر كنا، عصر اليوم.
وأقر الاجتماع، سلسلة من النشاطات المتعلقة بالذكرى، وفعاليات من "الكفاح الميداني لمواجهة العنف والجريمة، وتظاهرة أخرى للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام".
ومن المقرر، أن يزور أهالي الداخل المحتل أضرحة الشهداء من قرية "جت المثلث"، وصولاً إلى قرية البطوف، على أن تكون المحطة الأخيرة في قرية كفر كنا، بزيارة لنصب الشهيد، على أن تنطلق منه المسيرة المركزية.
بدوره، شدد رئيس المتابعة محمد بركة، على أن إحياء ذكرى هبة القدس والاقصى يعمل على توعية وإظهار الحقيقة الفلسطينية للأجيال الناشئة.