فلسطين أون لاين

​رئيس منتدى الإعلاميين د. خضر الجمالي:

اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني بحاجة لـ"برهان عملي"

...
صورة أرشيفية
غزة/ أحمد المصري:

يرى رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين د. خضر الجمالي أن اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني الذي يحل في 26 أيلول (سبتمبر) سنويًّا يحتاج إلى البرهان العملي والميداني، مع الانتهاكات اليومية الجسيمة لحقوق الصحفيين، مؤكدًا ضرورة ألا يبقى هذا التضامن "شعارًا" فقط.

وفي حديث إلى صحيفة "فلسطين" يقول الجمالي: "إن اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني مناسبة لاستذكار الأعمال والنشاطات الرائدة التي يقوم بها الصحفيون، ودفعوا من أجلها الغالي والنفيس، وتسليط الضوء على انتهاكات حقوقهم".

وكان الاتحاد الدولي للصحفيين أقر اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني إثر أحداث هبة النفق في 1996م، التي أصيب خلالها عشرات الصحفيين الفلسطينيين، خلال نقلهم صور انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان، وقواعد القانون الدولي الإنساني، في تعامله مع المواطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويوضح الجمالي أن الاحتلال يستهدف بالدرجة الأولى الرسالة الصحفية والكلمة والصورة، وهو لا يريد للموقف والحق الفلسطينيين أن يشاهدهما العالم ويقف ويتضامن معهما.

ويشير إلى أن المؤسسات الدولية الصحفية والحقوقية المدافعة عن حقوق الصحفيين مدعوة في هذه المناسبة للوقوف بكل قوة تجاه مسؤولياتها، في حماية الصحفي الفلسطيني.

ويقول الجمالي: "إن 56 صحفيًّا استشهدوا منذ عام 2000م، وأصيب المئات بجراح متفاوتة، دون أن يخضع قادة هذا الاحتلال للمساءلة الفعلية".

استهداف مباشر

ويضيف: "مع انطلاق مسيرات العودة في 30 آذار (مارس) 2018م استهدف الاحتلال المئات من الصحفيين استهدافًا مباشرًا، في حين استشهد صحفيان، هما ياسر مرتجى، وأحمد أبو حسين"، متابعًا: "استهدافهم كان على أعين عدسات الكاميرات، ولو أنّ ما جرى كان في أي مكان آخر لتحرك العالم، ولما وقف عن الشجب والاستنكار".

ويشدد على أن أدوارًا مفقودة في هذا السياق للاتحاد الدولي للصحفيين، ومنظمة مراسلون بلا حدود، والاتحاد العام للصحفيين العرب، متسائلًا: "أدوار كثيرة نفتقدها لهذه المؤسسات، أين هي مما يحصل من انتهاكات خطيرة؟!".

ويطالب الجمالي المؤسسات المعنية باتخاذ مواقف جريئة وقوية لمحاكمة قادة الاحتلال وتقديمهم للمحاكم الدولية، والعمل على توفير سبل الحماية للصحفيين، وتوفير المعدات والأدوات التي يحظر الاحتلال إدخالها إلى قطاع غزة.

ويبين أن الاحتلال لم يكتفِ باستهداف الصحفيين في أثناء عملهم، بل اتسعت دائرة الاستهداف للمنع من التحرك والسفر، وحظر عمل المؤسسات، والأسر والزج في السجون، مشيرًا إلى أن الأسير الشهيد بسام السايح أحد أوجه الحركة الصحفية الأسيرة، الذي استشهد وسط سكوت دولي.

ويحذر الجمالي من أن التزام المؤسسات الدولية الصحفية السكوت، وتحركها الخجول من شأنهما أن يشجعا الاحتلال على اقتراف المزيد من الجرائم بحق الصحفيين، في حين يبقى مرتاح البال تجاه أعماله الشنيعة، مكملًا: "لو أن هناك موقفًا شجاعًا واحدًا ضد الانتهاكات؛ لما استمر الاحتلال في غيه تجاه الصحفيين".

ويرى أن هناك "مساحات مهمة" يمكن أن تتحرك فيها المؤسسات المعنية قانونيًّا ضد الاحتلال، وذلك مطلوب جدًّا للوقوف إلى جانب الصحفي الفلسطيني، وإيقاف مسلسل استهداف الاحتلال له.

ويؤكد في الوقت نفسه أن الصحفيين يقدمون رسالة مقدرة رغم ما يواجهونه، والمعيقات في طريقهم، ويوصلون صوتهم ويقدمون أرواحهم من أجل الحقيقة، وينحازون إلى الحق الفلسطيني، ولا يترددون في تقديم أفضل ما لديهم، وتقديم المعلومة للجمهورين المحلي والخارجي.

وعلى قوة الصحفي الفلسطيني وتميزه -وفق رأي الجمالي- ما زال يفتقد بيتًا جامعًا له، تمثله نقابة الصحفيين، ويؤكد أن ذلك يضعف موقف الصحفي في مواجهة المحتل.

ويشير رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين إلى جهود ومبادرات من الأطر الصحفية -ومنها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين- لتفعيل نقابة الصحفيين، وجعلها بيتًا جامعًا لكل الصحفيين.

ويكمل حديثه: "هي دعوة عاجلة لتفعيل هذا البيت الصحفي، ولنعيد إليها اللحمة الجامعة، بعيدًا عن الحزبية".