قائمة الموقع

​"مرحلة المراهقة".. تغيرات نفسية وجسدية تتطلب الحذر من الأسرة

2019-09-28T16:54:37+03:00
صورة تعبيرية

فجأة تشعر بأنك تعرفه لأول مرة، يتغير تماماً، صوته، تفكيره، تصوراته، طريقة كلامه، تعامله مع الأخرين، كل شيء يصبح غريباً، لكنّ ذلك الأمر يُعد أمراً طبيعياً نتيجة انتقال الشخص من مرحلة الطفولة إلى الشباب.

وتُسمى هذه المرحلة بـ "المراهقة"، والتي تُعرف بأنها المَرحلة الفاصلة بين الطفولة والنضج، وتَظهر غالِباً بعد حدوثِ البلوغ، وتبدأ في سن الثانية عشر وقد تمتدّ إلى الحادي والعشرين، وهي من أصعب وأهمّ المَراحل التي قد يمرّ بها الإنسان، سواءً الذكر أم الأنثى.

تقول الأخصائية النفسية حنان دياب، إن المراهقة ليست مرحلة واحدة كما يعتقد الكثير بل ثلاث مراحل أساسية، المرحلة العمرية الممتدة من 11 إلى 14 عاماً، والمرحلة العمرية الممتدة من 14 إلى 18 عاماً، والمرحلة العمرية الممتدّة بين 18 إلى 21 عاماً.

وأضافت أن المراهقة تصاحبها تغييرات نفسية عديدة منها الحساسية الزائدة، والقلق الزائد وعدمالاستقرار النفسي، والبحث عن الذات، والاهتمام كثيراً بالمظهر الخارجي، إضافة إلى التقلب في المزاج، مؤكدة أن البعض يمر بها دون أن يشعر، والبعض قد يضطرب منها لفترة قصيرة.

وأوضحت أن المراهق يواجه مع عائلته بعض المشاكل أبرزها ما يُسمّى صراعُ الأجيال والاختلاف المُتباين في وجهات النظر، وعادةً يَكون صراع المراهق مع الأسرة حول الدّراسة وكيفيّة ملء أوقات الفراغ وتضييع الأوقات فيما لا يُفيد، والفشل الدراسي.

وأشارت إلى أن المراهق يحتاج في هذه المرحلة للشعور بالاستقلال والحرية في القول والفعل؛ ليتمكن من التعبير عن الرأي دون خوف أو كبت، ويتمكن من القيام بما يرغب دون ضغط أو إحباط.

وقدمت دياب، العديد من النصائح التي تفيد في التعامل مع المراهق في هذه المرحلة، مثل التركيز على الإيجابيات مهما كانت صغيرة، وإشعار المراهق بالحب والاهتمام، ومشاركته اهتماماته، و تقبّل فكرة تغير الطفل الصغير الذي يعتمد على والديه في كافة أمور حياته إلى المراهق الذي يحاول تحقيق الاستقلالية.

ويتفق الأخصائي الاجتماعي أحمد حمد، مع هذه النصائح، مؤكداً ضرورة ابتعاد الأسرة عن الصراخ، والصرامة، والتوبيخ، والضرب وتفهمهم لهذه التغييرات والتعامل معها بالشكل السليم.

ونوه حمد خلال حديثه مع "فلسطين"، إلى وجود عدة حاجيات للمراهق، مثل الاحتياج العاطفي الذي يجب تغطيته من الأسرة وعدم شعوره بأي نقص في هذا الجانب، والاحتياج الاجتماعي ورغبته بتكوين علاقات جديدة، والنفسي أيضاً أي شعوره بالأمان والارتياح.

وقال:" الأصدقاء أجمل نعمة قد يهبها الله للإنسان، لكن في مرحلة المراهقة خصوصاً يمكن أن تتحول إلى نقمة اذا كان الاختيار خاطئاً، كون المراهق يتأثر بشكل كبير من أصدقاءه ويحاول تقليدهم دوماً".

ونصح الأسرة بتفادي مثل هذا الأمر بتربية الأولاد وتنشئتهم على اختيار الصديق الجيد، وأيضاَ ضرورة متابعتهم لأصدقاء أبناءهم ومعرفتهم جيداً ودراسة أخلاقهم لزيادة الاطمئنان، وحماية المراهق من الوقوع ضمن في دائرة أصحاب السوء.

اخبار ذات صلة