قائمة الموقع

​توصية القائمة العربية لغانيتس.. سقطة وورطة

2019-09-27T19:29:23+03:00

توصية عشرة أعضاء من القائمة العربية والتي يترأسها أيمن عودة والبالغ عدد أعضائها في الكنيست ١٣ عضوا، حيث امتنع ٣ أعضاء ممثلين لحركة بلد عن التوصية لغانيتس زعيم حركة أزرق ابيض، والذي حصل على أكبر عدد من المقاعد في الكنيست، آثار استغراب واستهجان الكثير من المراقبين.

فهذه هي المرة الأولى في تاريخ دولة الكيان وفي تاريخ الأحزاب العربية التي تشارك في انتخابات الكنيست والتي توصي بها بتسمية رئيس الوزراء، حيث إنها كانت على الدوام تأخذ صف المعارضة على اعتبار أن دولة الكيان هي دولة عنصرية، ولن يقوم أيا كان من رؤساء الوزراء أو غيرهم بإعطاء أي حقوق للأقلية العربية داخل هذا الكيان.

لقد دخلت القائمة العربية في الانتخابات كصوتٍ للجماهير العربية في الداخل رغم معارضة جزء كبير من أبناء الحركة الإسلامية في الداخل، والذين يتزعمهم الشيخان رائد صلاح وكمال الخطيب مقاطعتهم الانتخابات، ومع ذلك حصلت القائمة على ما يزيد عن نصف مليون صوت انتخابي.

ومن الجدير بالذكر أن هناك جزءًا من القائمة وخاصة د.أحمد الطيبي يتبنون صوت المقاطعة في رام الله بضرورة إزاحة نتنياهو عن المشهد السياسي على اعتبار أنه لم يقدم ولن يقدم للسلطة وزعيمها عباس أي تنازل حتى لو كان شكليا، فهو يرفض وبشدة لقاء عباس فكان الدفع من قبل الطيبي وبقية القائمة بالتوصية لغانيتس نكاية في نتنياهو.

المثير للسخرية والشفقة في آنٍ واحد أن نتنياهو قد التقى بغانيتس وبحضور رئيس دولة الكيان من أجل البحث في العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتي قد تكون الأقرب إلى الحصول في ظل إعادة الانتخابات مرتين وعدم حصول أي من الطرفين على أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة.

لقد حرم أيمن عودة ومن خلفه القائمة العربية أنفسهم من قيادة المعارضة في الكنيست عبر التوصية لغانيتس ولأول مرة، باعتبار أن ترتيب القائمة من حيث عدد مقاعد الكنيست يعتبر الثالث وما لزعيم المعارضة من ميزان ومنها إبلاغه بقضايا الحرب داخل دولة الكيان مما يفرض على أي رئيس وزراء ضرورة اطلاعه على معلومات تعني حساسة وخطيرة من وجهة نظرهم.

ستكون معضلة كبرى للقائمة العربية لو تحالف الاثنان، فحينها لا هي كسبت الجماهير التي أعطتها الثقة على اعتبار أنها صوت المواطن العربي داخل دولة الكيان، ولا كسبت ود السياسيين في داخل هذا الكيان، مما قد يعرض هذه التجربة في وحدة الصوت العربي داخل الكيان إلى التفسخ والبعثرة من جديد، وقد يصل الأمر إلى تفسخ هذه القائمة نظراً لاتفاق معظمهم على الإطار العام، وهو كره نتنياهو دون الدخول في التفاصيل مع أن الشيطان يكمن دوما في التفاصيل.

تمنياتنا للإخوة داخل الخط الأخضر بالتوفيق والسداد في الرأي. لن التوصية باختيار جانيتسكانت سقطة وورطة حسب اعتقادي.

اخبار ذات صلة