طالب مسؤولون مختصون وشخصيات مجتمعية بتبني استراتيجية وطنية لمواجهة "التطرف" تراعي الموازنة بين متطلبات الأمن وحقوق الإنسان وإشاعة ثقافة التسامح وتعزيز الانتماء الوطني، مشددين على أهمية توعية الشباب الفلسطيني بمخاطر التطرف والتعصب.
ودعا هؤلاء خلال ورشة عمل عقدتها الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، أمس، بعنوان "التطرف وخطورته على السلم الأهلي"،الى الانتباه من الاختراقات ونشر الفكر المعتدل، مؤكدين مسئولية كل الجهات الرسمية والاعلامية ومنظمات المجتمع المدني في القيام بدورهم في مواجهة التطرف وخطورته على السلم الاهلي والعمل علي استعادة الوحدة الوطنية على اسس الشراكة وتعزيز صمود الناس والتخفيف من معاناتهم واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف السابق د.حسن الصيفي، أن التطرف هو تجاوز للحد، ومرادف للشذوذ، وتجاوز الصواب، مشيرا الى أن بعض الباحثين والمفكرين والسياسيين، قد تطرفوا عندما ناقشوا ظاهرة التطرف وأسقطوا خصائص هذه الظاهرة في الدول المختلفة على واقعنا.
وبين الصيفي أنه من الخطأ البدء بالمعالجات الأمنية في علاج التطرف، مؤكداً أن التطرف لا يواجه بالقوة والعنف، وإنما يحتاج إلى منهجية حكيمة، مضيفا: "إذا أردنا أن نحمي بلادنا من أي تطرف قادم، كما يجب أن تكون المعالجة بهدوء وبعيداً عن محاورتهم داخل السجون".
بدوره، أكد مسؤول التوجيه السياسي والمعنوي بوزارة الداخلية بغزة محمد لافي، أن أبرزالعوامل التي ساعدت على وجود عناصر متطرفة في قطاع غزة، هي الاستغراق الكامل في الرمزية الإسلامية، وانتشار السلاح وثقافة التصنيع العسكري، والكراهية والحقد، اضافة الى الانقسام الفلسطيني بين غزة ورام الله.
وتابع: "كذلك الظروف المعيشية الصعبة وتشديد الحصار، وتواجد بعض العناصر المتطرفة في منطقة سيناء المصرية، وتعطش تلك العناصر للقتال، إضافة إلى التراخي والتردد في بعض الإجراءات الحكومية في قطاع غزة في التعامل مع مرتكبي المخالفات".
وشدد لافي على أن وجود هذه العناصر المتطرفة يولد مخاطر أمنية سواء على الصعيد الخارجي أو الداخلي.
من جانيه، أكد مدير عام الإدارة العامة للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشئون الدينية د. يوسف فرحات، أن أزمة الغلو والتطرف من الآفات الخطيرة التي تعد من الآفات القديمة، التي تفاقمت في العقود الأخيرة.
وأوضح فرحات أن أهمية هذا اللقاء جاء للحد من آفة التطرف والعنف، التي ابتلي بها شباب الأمة العربية والإسلامية، ولم تعد قاصرة عليهم وحدهم، موضحا أن السبب الرئيسي والأهم في هذه الظاهرة هو أزمة الفهم للدين، وضعف البصيرة وقلة الفهم والفقه في الدين.
وأكد أن آفة المتطرفين باتت في عقولهم وليس في دينهم، منوها الى أن سوء الفهم والتعامل مع النصوص بمنهجيات غير علمية يؤدي إلى نتائج خطيرة بالمجتمع، وصولا إلى التكفير والقتل واستحلال الدماء البريئة.
من ناحيته، أكد الصحفي سامي عكيلة، على أهمية هذا اللقاء الذي يهدف للتعريف بظاهرة التطرف، وأسبابها، وكيفية معالجتها.
وأوضح عكيلة أن التطرف ومواجهته بالعنف لا يؤديان إلا إلى المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان، مؤكداً على أهميةتدعيم وتعزيز قواعد حقوق الإنسان، وإيجاد استراتيجية شاملة تتعامل مع هذه الظاهرة على أساس أنه عرض وليس مرضا، بحيث يتم معرفة الأسباب التي تؤدي إلى التطرف.