فلسطين أون لاين

​محللان: قبول حماس لمبادرة الفصائل يلقي الكرة في ملعب فتح

...
غزة/ أحمد المصري:

رأى محللان سياسيان أنّ حركة حماس وبقبولها مبادرة الفصائل الفلسطينية بشأن المصالحة الفلسطينية دون أي شرط، قد ألقت الكرة في ملعب حركة فتح، غير أنهما تخوفا من تدني فرص نجاح هذه المبادرة لأسباب لها علاقة بحركة فتح ورؤيتها للمصالحة وإنهاء الانقسام.

وسلّمت حركة حماس أمس الفصائل الفلسطينية ردها على المبادرة التي صاغتها لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، وذلك خلال اجتماع قادة هذه الفصائل مع قيادة الحركة، في مدينة غزة أمس، معلنة قبولها غير المشروط بهذه المبادرة في سبيل انجاحها.

ونبه الكاتب والمحلل السياسي، هاني البسوس، إلى أنّ الحالة السياسية الملحة لمواجهة صفقة القرن الأمريكية، هي الدافع الأساسي للفصائل لصياغة المبادرة الوطنية لتحقيق الوحدة، وإنهاء الانقسام، بما يشير إلى حرص هذه الفصائل على إعادة الدماء للجسد السياسي الذي ترهل للتعاطي مع حاجات الشعب الفلسطيني.

وأشار البسوس خلال حديثه لـ"فلسطين"، إلى أن قبول حماس بالمبادرة بعد دراستها دون تحفظ، ألقى فعليا الكرة في ملعب حركة فتح، مشددا على أن هذا القبول غير المشروط من الممكن أن يحرج فتح سيمّا وأن الفصائل صاحبة المبادرة وليست حماس.

ولفت البسوس إلى أنّ الفصائل الآن تنتظر حركة فتح للرد على المبادرة، جازما بأن حركة حماس أصابت حينما جعلت موافقتها على المبادرة تُنقل على الهواء مباشرة، وهو ما جعلها أيضا تخرج من دائرة الاتهام أمام الناس في حال عدم نجاح المبادرة.

ورغم ذلك، رأى البسوس أنه ليس من السهل الادعاء بأن فرص نجاح هذه المبادرة أكثر من سابقاتها، خاصة وأن حركة فتح تطالب حماس بالتخلي الكامل عن قطاع غزة وهو ما يجعل من فرص نجاح هذه المبادرة ضئيلة جدًا.

وأوضح أنّ قرار المصالحة مرتبط بيد رئيس حركة فتح ورئيس السلطة محمود عباس، حيث لا يريد وفقا للواقع المنظور الدخول مع حماس في أي صفقة، مشيرا إلى أن المصالحة من الممكن أن يقبلها "عباس" في حال تخلت حماس نهائيا عن سلاحها وسلمته لها.

اعتبارات متعددة

واتفق الكاتب والمحلل السياسي سميح خلف على أن موافقة حماس على المبادرة الفصائلية بشأن المصالحة دون شروط ألقى الكرة في ملعب "عباس".

وشكك خلف على رغم موافقة حماس على المبادرة من حدوث تحرك فعلي لمياه المصالحة الراكدة، مضيفا "لو رغبت السلطة بقيادة عباس أن تحقق المصالحة منذ زمن لكانت تلك المصالحة حقيقة".

ورأى خلال حديثه مع "فلسطين" أن عباس منحاز بشكل أكبر إلى العودة للمفاوضات مع الاحتلال، باعتباره خيارا استراتيجيا في برنامجه السياسي، ضاربا بذلك عرض الحائط كل المعادلات التي تؤكد فشل هذا المسار الذي لم يحقق أي مكاسب للشعب الفلسطيني.

وأشار خلف إلى أن المشكلة ليست خاصة بملف المصالحة بقدر ما تتعلق في برنامج عباس السياسي، مشككا في إمكانية حدوث تغيير جذري بملف المصالحة حتى لو تم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك لالتزام "فريق أوسلو" بتعهداته تجاه دولة الاحتلال والاتفاقيات الموقعة سابقاً.