باءت كل محاولات المواطن رشدي السراج بالفشل من أجل الحصول على جواز سفر بدل فاقد من السلطة الفلسطينية في رام الله، كما هو حال الشاب علاء شمالي الذي حُرم بسبب ذلك من الالتحاق بفعاليات خارجية عدة، في انتهاك صارخ للدستور الفلسطيني والحقوق الدولية، وفق رأي حقوقي.
ويقول السراج الذي يعمل في شركة إنتاج إعلامي محلية إن السلطة برام الله تعيق إصدار جواز سفر بدل فاقد له طوال عام ونصف العام بحجة أن الأمر خاضع لقرار لدى المخابرات الفلسطينية.
ويشكو العديد من المواطنين من سكان قطاع غزة من عدم إصدار جوازات سفر أو تجديد بدل الفاقد من السلطة بحجة وجود حجب أمني عليهم يحول دون حقهم في الحصول على حق أساس من حقوق المواطنة.
ويؤكد السراج لصحيفة "فلسطين" أنه فقد العديد من الفرص لتمثيل فلسطين فنيًا وإعلاميًا في الخارج عبر المشاركة في العديد من المهرجانات والأفلام وورشات العمل.
وينبه إلى أنه فقد جواز السفر الخاص به في أثناء تقديمه للحصول على فيزا في السفارة التركية عبر أحد مكاتب السفر، موضحاً أنه حاول مرات عديدة لتجديد الجواز، لكن "في كل مرة أتعرض لمماطلة جديدة في إخراجه وحجة جديدة بهدف العترسة (الإعاقة)".
ويبدو هذا المواطن ساخطًا على تعمد تأخير إصدار جواز سفره "دون أي سبب، رغم عدم انتمائي لأي حزب سياسي"، كما يقول.
وأفاد بأن هذا القرار أعاق مشاركته في العديد من المحافل الدولية، في الوقت الذي يتهدده أيضًا عدم للمشاركة في عرض فيلمه في مهرجان بفرنسا بعد شهرين.
ويتابع: "كان من المفترض أن أكون الآن في بيروت للمشاركة في برنامج Talents Beirut حيث دعا البرنامج ٢٠ موهبة صاعدة من العالم العربي، مختارة من لجنة تحكيم دولية، للمشاركة في الدورة السادسة من البرنامج".
ويضيف بأسف: "لكن عدم حصولي على الجواز يمنعني من المشاركة".
ويتابع: "نحن الفلسطينيين نعاني من صعوبات عديدة، كإغلاق المعابر وصعوبة السفر وصعوبة الحصول على فيزا، وفي حال حصولنا على فرصة يكون العائق فلسطين".
ويشدد السراج على أن السفر والحصول على جواز "من أبسط حقوق المواطن".
ويقول: "عانينا على مدار سنين طويلة من إغلاق المعابر، وهناك مماطلات كبيرة من جانب الاحتلال في الحصول على حقوقنا، ولم أتوقع في أي يوم أن يكون المعيق من طرف السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية".
ويطالب السراج جميع الجهات المعنية بالتدخل للحصول من أجل تحقيق مطلبه بالحصول على جواز السفر.
في السياق ذاته، يقول الصحفي في مجال الإعلام الرياضي، علاء شمالي، إنه مُنع من تجديد جواز السفر الخاص به من السلطة برام الله منذ سنوات عدة، "بحجة وجود حجز أمني لدى المخابرات"، موضحاً أنه حاول مرات عديدة من أجل إصدار جواز سفر لكن بلا جدوى.
ويؤكد شمالي لـصحيفة "فلسطين" أنه يفتقد أهم حق من حقوقه وهو جواز السفر، وفي إثر حرمانه من ذلك خسر العديد من الفرص للمشاركة في أكثر من مؤتمر عربي وإقليمي.
ويقول: "تم إصدار جواز سفري الأول من رام الله عام 2012، وسافرت بواسطته أكثر من مرة، إلى أن قُصف منزلنا في حرب 2014، وفقدنا جميع الأوراق الشخصية، وما تمكنا من الوصول إليه كان في حالة سيئة جدا بين الرُكام، ومن بينه جواز السفر".
ويتابع: "أرسلت الجواز كإثبات مع أوراق أخرى لطلب جواز سفر بدل فاقد، فتفاجأت بالرد أن عليه حجزا أمنيا".
ويتساءل شمالي عن سبب المنع الأمني وقد صدر له من قبل جواز سفر سافر من خلاله مرات عدة.
وشمالي حاصل على عضوية دائمة في نقابة الصحفيين واتحاد الإعلام الرياضي، كما يفيد.
انتهاك دستوري
بدوره أكد عصام عابدين، رئيس وحدة المناصرة المحلية والإقليمية في مؤسسة الحق، أن منع إصدار الجوازات لمجموعة من المواطنين في قطاع غزة هو مخالف للقوانين الدولية، إذ إن موضوع جوازات السفر حق مرتبط بحقوق أخرى كالسفر للعلاج والتعليم.
وأضاف عابدين لـصحيفة "فلسطين" أن منع إصدار الجوازات يعد انتهاكا خطيرا للحقوق الشخصية، مؤكداً أهمية التواصل مع المؤسسات الحقوقية لرصد هذه الانتهاكات.
يذكر أن السلطة الفلسطينية تُصدر جواز السفر لتسهيل عملية السفر الدُولية للفلسطينيين بناءً على اتفاقية الحكم الذاتي وفقاً لاتفاقية أوسلو المُوقعة في 13 سبتمبر 1993.