قرار الشابين صلاح صافي وأنس فحجان، بمِلء الفراغ المنتظر بعد إنهاء الدراسة الأكاديمية في تخصص الإعلام والوسائط المتعددة، ولإثبات جدارتهما في مجالهما، دفعهما لاستغلال خبرتهما المتواضعة والأوضاع الاجتماعية السائدة في إثراء لون جديد من الإبداع.
وانكب الشابان صلاح (22عاما) وأنس (21عاما) على إنتاج حلقات إذاعية نشروها عبر موقع ساوند كلاود المختص في الصوتيات، أرادو من خلالها توجيه الناس لسلوك طرق صحيحة في أمور تلامس شعورهم وقلوبهم وحياتهم اليومية، لتجنب المشاكل.
واستطاع الشابان جذب مئات المستمعين من خلال برنامجهم الاجتماعي "آخر كلمة"، الذي يناقش القضايا والمشاكل التي تشغل تفكير الإنسان، وتلامس المشاعر والقلوب.
ونجحا في إنتاج تسع حلقات إذاعية حملت عدة عناوين، وكانت البداية إنتاج حلقة الصداقة، رغم مواجهتهما صعوبات في التسجيل والمونتاج، وعدم القدرة على السيطرة على الضوضاء الخارجية، إلا أن الحلقة لاقت نسبة استماع لا بأس بها، وفق فحجان.
وأوضح فحجان في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن عدد المستمعين الكبير وتفاعلهم وإرسال ملاحظاتهم عبر تطبيق التليجرام الذي نشروا عليه رابط الحلقة، منحهم حافزا قويا للاستمرار والانطلاق في إنتاج حلقات جديدة.
وقال: "الحلقة الثانية تحدثنا بها عن الأمل، وبعدها تحدثنا عن النفاق، ثم الحب وهي الحلقة التي لاقت صدى كبيرا كونها لامست قلوب الكثير، ثم انتجنا حلقة عن الأم، ثم العجز والفقر وتحدثنا عن الثقة وأهميتها في نفس الإنسان، ثم الخيانة، ونَعكِف حاليا على إنتاج حلقة عن الإرادة".
وتابع فحجان: "الشيء الجميل في الأمر هو أننا نحظى بمتابعة جيدة من الناس وتفاعل كبير، كون البرنامج يلامس احساسهم ومشاعرهم وما يجول في خواطرهم، كما أن طريقة عرض البرنامج سهلة وسلسة تناسب جميع الأعمار".
بدوره، أوضح صافي أن الأدوات المستخدمة سهلة المنال وسهلة الاستخدام لكنها تحتاج لخبرة، وهي عبارة عن جهاز لاب توب للتسجيل وخبرة في التعامل مع برامج المونتاج كبرنامج أدوبي أدشن، وبرنامج الفوتوشوب الذي يستخدم لتغيير اسم الحلقة في الصورة المضافة على برنامج الساوند كلاود.
وعن سبب اختيارهم تطبيق ساوند كلاود لنشر الحلقات عبره، أوضح أنه تطبيق صوتي مشهور عالمياً ويتميز بالبساطة ولا يحتاج إلا لإنشاء قناة ورفع التسجيل عليها ونشر الرابط في وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، علاوة على أن موقع يوتيوب والمواقع الأخرى التي يمكن استخدامها أصبحت منصات مستهلكة بصورة كبيرة.
وأشار صافي في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أنهم يتلقون المساعدة والاستشارة والاقتراحات من المستمعين في إنتاج حلقات تحمل مشاكلهم وهمومهم، ليتم مناقشتها وطرح حلول مناسبة لها، بطرق صحيحة، قائلا: "شارك مجموعة من الأصدقاء في مساعدتنا بإعداد الحلقات من خلال إرسال المشاركة عبر الفيس بوك أو التيلجرام".
ولفت إلى أن تسجيل الحلقة الواحدة يحتاج أولاً إلى مكان يسوده الهدوء بعد الإعداد لها بشكل جيد، ثم الانتقال لعملية المونتاج والتي غالبا لا تتجاوز ساعة من الزمن، ثم رفعها على موقع ساوند كلاود ونشرها.
وتراوح أعداد المستمعين للحلقات المنشورة على موقع ساوند كلاود بين 1500 إلى 2500 مستمع.
ويتمنى الشابان صلاح وأنس وصول محتوى البرنامج وحلقاته لجميع الناس، وتطوير الأمر للتحدث ومناقشة القضايا بمختلف أنواعها ومحاولة وضع حلول مهمة للكثير من المشاكل التي تشغل تفكيرهم.
كما تمنيا الحصول على الدعم اللازم من الفضائيات والإذاعات بكافة الطرق الممكنة التي تتيح وصول البرنامج للجميع.