فلسطين أون لاين

توفير مدربات مؤهلات يشجع فتيات على تعلم السباحة بغزة

​"S.D.R" تخرج فوج القدس بمشاركة 120 متدربًا

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

شهد الإقبال على تعلم السباحة في المدارس والنوادي الرياضية المتخصصة في هذا المجال مستويات ملحوظة وعالية، ولم يعد تعلم هذه المهارة حصرًا على الشباب بل امتد إلى النساء والأطفال.

مدير مدرسة "SDR" للسباحة ماهر أبو مرزوق انتهى أخيرًا من تخريج 120 طالبًا وطالبة ضمن فوج القدس، بعد الانتهاء من 3 دورات سباحة في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، هذا العام، الذي هو الثاني على التوالي الذي يشهد تنظيم دورات سباحة في محافظات قطاع غزة، حسبما أفاد أبو مرزوق.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "في العام الماضي واجهنا صعوبات بسبب رفض الأهالي تعليم أطفالهم السباحة، وربطهم تعليم هذه الرياضة بالغرق"، لافتًا إلى أنهم استطاعوا خلال العام الحالي تغيير هذه النظرة لدى كثيرين، ما أدى إلى زيادة أعداد الأطفال الملتحقين بالدورات.

وأضاف أبو مرزوق: "إن مدرسة SDR تهتم بتعليم الأطفال الكبار وذوي الاحتياجات الخاصة الرياضات البحرية، وللمدرسة أفرع كثيرة لها انتشار واسع في محافظات قطاع غزة، فهي تحمل رسالة للحد من حالات الغرق، وتعليم جيل كامل ثقافة تعلم السباحة".

وبين أنه لتحقيق هذه الرسالة أسس مجموعة من الشباب الفلسطينيين الذين تنبهوا إلى أهمية تعليم السباحة للفلسطينيين المدرسة منذ أكثر من 4 سنوات، من أجل تعليم الشباب والأطفال والنساء، لتكون حاضنة للرياضات المائية كاملة.

وذكر أبو مرزوق أن تعليم الأطفال السباحة يجب أن يكون صحيحًا وفق أساسيات موثوق بها، وأن يكون هذا العلم مبنيًّا على أسس متينة مثل دورات الطفو (العوم)، والإنقاذ، والإسعاف البحري، والسباحة أنواعها كافة.

وأشار إلى أن وجود جهات موثوق بها ومرخص عملها دفع الناس إلى الثقة بها، وتعليم أبنائهم وبناتهم السباحة دون أي مشاكل.

وأكمل: "هذا ما لمسناه في مدينة رفح بعد أن وصل عدد المتخرجين في دورتي سباحة إلى 135 متدربًا، وأما المتخرجون العام الماضي فعددهم لا يكاد يذكر".

وأفاد أبو مرزوق أن تعليم السباحة أمر ممكن لأي إنسان ولا يقتصر على فئات محددة، فهو مسموح به للرجال، والنساء والفتيات الصغيرات، وذوي الإعاقة، فأصغر سن يمكن تدريبه يبدأ من 4 سنوات.

أما فيما يخص تدريب الفتيات فأوضح أبو مرزوق أنه يوجد مشكلة في المجتمع الفلسطيني في عدِّ البنت ليس من حقها التدرب وتعلم السباحة، وأن هذه الثقافة حرمت الكثير من الفتيات خلال السنوات الماضية ممارسة هذه الهواية.

واستدرك: "لكن خلال الأعوام القليلة الماضية بدأت تتغير هذه النظرة وتغلب على هذه المشكلة بتأسيس قسم خاص بالنساء والفتيات، وتوفير مدربات لهن في المدارس والنوادي لتعليمهن السباحة".

ونبَّه أبو مرزوق إلى أنه خلال العام الماضي كان عدد الفتيات المنضمات إلى نوادي تعلم السباحة خمس فتيات فقط، ولكن خلال العام الحالي ارتفع الرقم إلى 21 فتاة، وهذا يعكس مدى تغير ثقافة تعلم السباحة لدى الفتيات عند الأهالي.

وأكد أن تعلم السباحة متاح للجميع، ولكن ثقافة الأهالي بأن وجود البحر والمياه مرتبط بالغرق ثقافة سلبية تولد مخاوف الالتحاق بدورات السباحة، لافتًا إلى أنه يجب بذل الجهود من أجل تغيير هذه الثقافة بتثقيف الأهالي بأهمية السباحة لكونها طوق نجاة لا مصدر تهديد.